Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 15-31)

Tafsir: Ṣawfat at-tafāsīr: tafsīr li-l-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المنَاسَبَة : لمَّا عدَّد تعالى نعمه على العباد ، وأقام الأدلة والبراهين على قدرته وعزته وسلطانه ، ذكَّرهم هنا بحاجتهم إِليه ، واستغنائه جل وعلا عن جميع الخلق ، وضرب الأمثال للتفريق بين المؤمن والكافر ، والبرُّ والفاجر ، بالأعمى والبصير ، والظلام والنور ، " فبضدّها تتميز الأشياء " . اللغَة : { وِزْرَ } الوزرُ : الجبل المنيع الذي يعتصم به ومنه { كَلاَّ لاَ وَزَرَ } [ القيامة : 11 ] ثم قيل للثقيل : وِزْرٌ تشبيهاً له بالجبل ، ثم استعير للذنب لما فيه من إثقال كاهل الإِنسان { تُنذِرُ } تخوف ، والإِنذار التخويف { ٱلْغَيْبِ } ما غاب عن الإِنسان ولم تدركه حواسه ، قال الشاعر : @ وبالغيب آمنا وقد كان قومنا يُصلُّون للأوثان قبل محمد @@ { ٱلْحَرُورُ } شدة حر الشمس قال في المصباح : الحرُّ خلاف البرد والاسم الحرارة ، وحرَّت النار : توقَّدت واستعرت ، والحَرور : الريح الحارة { جُدَدٌ } جمع جدَّة بالضم وهي الطريقة والعلامة قال الجوهري : والجُدَّة : الخُطَّة التي في ظهر الحمار تخالف لونه ، والجُدة الطريقة والجمع جدد وهي الطرائق المختلفة الألوان ، قال القرطبي : قال الأخفش : لو كان جمع جديد لقال " جُدُد " بضم الجيم والدال نحو سُرر { غَرَابِيبُ } جمع غربيب وهو الشديد السواد ، يقال : أسود غربيب أي شديد السواد قال امرؤ القيس : @ العينُ طامحةٌ ، واليدُ سابحةٌ والرجلُ لافحةٌ ، والوجه غربيب @@ التفسِير : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ } الخطاب لجميع البشر لتذكيرهم بنعم الله الجليلة عليهم أي أنتم المحتاجون إليه تعالى في بقائكم وكل أحوالكم ، وفي الحركات والسكنات { وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } أي وهو جل وعلا الغنيُّ عن العالم على الإِطلاق ، المحمودُ على نعمه التي لا تُحْصى قال أبو حيان : هذه آيةُ موعظةٍ وتذكير ، وأن جميع الناس محتاجون إلى إحسان الله تعالى وإِنعامه ، في جميع أحوالهم ، لا يستغنى أحدٌ عنه طرفة عين ، وهو الغنيُّ عن العالم على الإِطلاق ، المحمود على ما يسديه من النعم ، المستحق للحمد والثناء ، ثم قرر اسغناءه عن الخلق بقوله { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } أي لو شاء تعالى لأهلككم وأفناكم وأتى بقومٍ آخرين غيركم ، وفي هذا وعيدٌ وتهديد { وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } أي وليس ذلك بصعبٍ أو ممتنع على الله ، بل هو سهر يسير عليه سبحانه ، لأنه يقول للشيء كنْ فيكون { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } أي لا تحمل نفسٌ آثمةٌ إثم نفسٍ أخرى ، ولا تعاقب بذنبٍ غيرها كما يفعل جبابرة الدنيا من أخذ الجار بالجار ، والقريب بالقريب { وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ } أي وإِن تدع نفس مثقلةٌ بالأوزار أحداً ليحمل عنها بعض أوزارها لا يتحمل عنها ولو كان المدعو قريباً لها كالأب والابن ، فلا غياث يومئذٍ لمن استغاث ، وهو تأكيد لما سبق في أن الإِنسان لا يتحمل ذنب غيره ، قال الزمخشري : فإِن قلت فما الفرق بين الآيتين ؟ قلت : الأول في الدلالة على عدل الله تعالى في حكمه ، وأنه تعالى لا يؤاخذ نفساً بغير ذنبها ، والثاني في أنه لا غياث يومئذٍ لمن استغاث { إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ } أي إِنما تنذر يا محمد بهذا القرآن الذين يخافون عقاب ربهم يوم القيامة { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } أي وأدوا الصلاة على الوجه الأكمل ، فضموا إلى طهارة نفوسهم طهارة أبدانهم بالصلاة المفروضة في أوقاتها { وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ } أي ومن طهَّر نفسه من أدناس المعاصي فإِنما ثمرة ذلك التطهر عائدة عليه ، فصلاحه وتقواه مختص به ولنفسه { وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } أي إليه تعالى وحده مرجع الخلائق يوم القيامة فيجازي كلاً بعمله ، وهو إخبار متضمنٌ معنى الوعيد { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } هذا مثلٌ ضربه الله للمؤمن والكافر أي كما لا يتساوى الأعمى مع البصير فكذلك لا يتساوى المؤمن المستنير بنور القرآن ، والكافر الذي يتخبط في الظلام ، { وَلاَ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ } أي لا يتساوى كذلك الكفر والإِيمان ، كما لا يتساوى النور الظلام { وَلاَ ٱلظِّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ } أي وكذلك لا يستوي الحقُّ والباطل ، والهدى والضلال كما لا يستوي الظل الظليل مع شدة حر الشمس المتوهجة ، قال المفسرون : ضرب الله الظل مثلاً للجنة وظلها الظليل ، وأشجارها اليانعة تجري من تحت الأنهار ، كما جعل الحرور مثلاً للنار وسعيرها ، وشدة أوارها وحرها ، وجعل الجنة مستقراً للأبرار ، والنار مستقراً للفجار كما قال تعالى { لاَ يَسْتَوِيۤ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ وَأَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ } [ الحشر : 20 ] ثم أكد ذلك فقال { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ } أي كما لا يستوي العقلاء والجهلاء قال أبو حيان : وترتيب هذه الأشياء في بيان عدم الاستواء جاء في غاية الفصاحة ، فقد ذكر الأعمى والبصير مثلاً للمؤمن والكافر ، فذكر ما عليه الكافر من ظلمة الكفر ، وما عليه المؤمن من نور الإِيمان ، ثم ذكر مآلهما وهو الظلُ والحرور ، فالمؤمن بإِيمانه في ظل وراحة ، والكافر بكفره في حر وتعب ، ثم ذكر مثلاً آخر على أبلغ وجه وهي الحيُّ والميت ، فالأعمى قد يكون فيه بعض النفع بخلاف الميت ، وجمع الظلمات لأن طرق الكفر متعددة ، وأفرد النور لأن التوحيد والحق واحدٌ لا يتعدد ، وقدَّم الأشرف في المثلين الأخيرين وهما " الظل ، والحيُّ " وقدَّم الأوضح في المثلين الأولين وهما " الأعمى ، والظلمات " ليظهر الفرق جلياً ، ولا يقال ذلك لأجل السجع لأن معجرة القرأن ليست في مجرد اللفظ ، بل في المعنى أيضاً ، فللّه سرُّ القرآن ، ثم زاد في الإِيضاح والبيان فقال { إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ } أي إن الله يسمع من يشاء إسماعه دعوة الحق ، فيحبِّبه بالإِيمان ويشرح صدره للإِسلام ، وما أنت يا محمد بمسمع هؤلاء الكفار ، لأنهم أموات القلوب لا يدركون ولا يفقهون قال ابن الجوزي : أراد بمن في القبور الكفار ، وشبههم بالموتى ، أي فكما لا يقدر أن يسمع من في القبور كتاب الله وينتفع بمواعظه ، فكذلك من كان ميّت القلب لا ينتفع بما يسمع { إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ } أي ما أنتَ إلا رسول منذر ، تخوّف هؤلاء الكفار من عذاب النار { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً } أي بعثناك بالهدى ودين الحق ، بشيراً للمؤمنين ونذيراً للكافرين { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } أي ما من أمةٍ من الأمم في العصور والأزمنة الخالية إلا وقد جاءها رسول { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم للتأسي بالأنبياء في الصبر على تحمل الأذى والبلاء ، قال الطبري : أي وإِن يكذبك يا محمد هؤلاء المشركون من قومك فقد كذب الذين من قبلهم من الأمم السابقة رسلهم { جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } أي جاءتهم الرسل بالمعجزات البينات ، والحجج الواضحات فكذبوهم وأنكروا ما جاؤوا به من عند الله { وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } أي وجاءوهم بالزُّبُر أي الصحف المنزلة على الأنبياء ، وبالكتب السماوية المقدسة المنيرة الموضحة وهي أربعة : " التوراة ، والإِنجيل ، والزبور ، والفرقان " ومع ذلك كذبوهم وردّوا عليهم رسالتهم فاصبر كما صبروا { ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي ثم بعد إمهالهم أخذتُ هؤلاء الكفار بالهلاك والدمار { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } أي فكيف كانت عقوبتي لهم وإنكاري عليهم ؟ ألم آخذهم أخذ عزيز مقتدر ؟ ألم أبدِّل نعمتهم نقمة ، وسعادتهم شقاوة ، وعمارتهم خراباً ؟ وهكذا أفعل بمن كذَّب رسلي ، ثم عاد إلى تقرير وحدانية الله بالأدلة السماوية والأرضية فقال { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } أي ألم تر أيها المخاطب أن الله العظيم الكبير الجليل أنزل من السحاب المطر بقدرته ؟ { فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا } أي فأخرجنا بذلك الماء أنواع النباتات والفواكه والثمار ، المختلفات الأشكال والألوان والطعوم قال الزمخشري : أي مختلف أجناسها من الرمان والتفاح والتين والعنب وغيرها مما لا يُحصر ، أو هيئاتها من الحمرة والصفرة والخضرة ونحوها { وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا } أي وخلق الجبال كذلك فيها الطرائق المختلفة الألوان - وإِن كان الجميع حجراً أو تراباً - فمن الجبال جُدَد - أي طرائق - مختلفة الألوان ، بيضٌ مختلفة البياض ، وحمر مختلفة في حمرتها { وَغَرَابِيبُ سُودٌ } أي وجبال سودٌ غرابيب أي شديدة السواد ، قال ابن جزي : قدَّم الوصف الأبلغ وكان حقه أن يتأخر ، وذلك لقصد التأكيد وكثيراً ما يأتي مثلُ هذا في كلام العرب ، والغرضُ بيان قدرته تعالى ، فليس اختلاف الألوان قاصراً على الفواكه والثمار بل إن في طبقات الأرض وفي الجبال الصلبة ما هو أيضاً مختلف الألوان ، حتى لتجد الجبل الواحد ذا ألوانٍ عجيبة ، وفيه عروق تشبه المرجان ، ولا سيما في صخور " المرمر " فسبحان القادر على كل شيء { وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ } أي وخلق من الناس ، والدواب ، والأنعام ، خلقاً مختلفاً ألوانه كاختلاف الثمار والجبال ، فهذا أبيض ، وهذا أحمر ، وهذا أسود ، والكلُّ خلق الله فتبارك الله أحسن الخالقين . . ثم لما عدَّد آياتِ الله ، وأعلام قدرته ، وآثار صنعه ، وما خلق من الفطر المختلفة الأجناس أتبع ذلك بقوله { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } أي إِنما يخشاه تعالى العلماء لأنهم عرفوه حقَّ معرفته ، قال ابن كثير : أي إِنما يخشاه حقَّ خشيته العلماء العارفون به ، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم ، والعلم به أكمل ، كانت الخشية له أعظم وأكثر { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } أي غالب على كل شيء بعظمته ، غفور لمن تاب وأناب من عباده ، ثم أخبر عن صفات هؤلاء الذين يخافون الله ويرجون رحمته فقال { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ } أي يدامون على تلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } أي أدوها على الوجه الأكمل في أوقاتها ، بخشوعها وآدابها ، وشروطها وأركانها { وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } أي وأنفقوا بعض أموالهم في سبيل الله وابتغاء رضوانه في السر والعلن { يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } أي يرجون بعملهم هذا تجارة رابحة ، لن تكسد ولن تهلك بالخسران أبداً { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ } أي ليوفيهم الله جزاء أعمالهم ، وثواب ما فعلوا من صالح الأعمال ، ويزيدهم - فوق أجورهم - من فضله وإِنعامه وإِحسانه قال في التسهيل : توفية الأجور هو ما يستحقه المطيع من الثواب ، والزيادة : التضعيف فوق ذلك أو النظر إلى وجه الله { إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } أي مبالغ في الغفران لأهل القرآن ، شاكر لطاعتهم قال ابن كثير : كان مطرف إذا قرأ هذه الآية قال : هذه آية القراء { وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ هُوَ ٱلْحَقُّ } أي والذي أوحيناه إليك يا محمد من الكتاب المنزَّل - القرآن العظيم - هو الحق الذي لا شك فيه ، ولا ريب في صدقه { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } أي حال كونه مصدقاً لما سبقه من الكتب الإِلهية المنزلة كالتوارة والإِنجيل والزبور قال أبو حيان : وفي الآية إِشارة إلى كونه وحياً ، لأنه عليه السلام لم يكن قارئاً ولا كاتباً وأتى ببيان ما في كتب الله ، ولا يكون ذلك إلا من الله { إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ } أي هو جل وعلا خبير بعباده محيط ببواطن أمورهم وظواهرها ، بصيرٌ بهم لا تخفى عليه خافية من شؤونهم . البَلاَغَة : تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي : 1ـ الطباق بين { يُذْهِبْ … و … يَأْتِ } وبين { ٱلأَعْمَىٰ … و … ٱلْبَصِيرُ } و { ٱلظُّلُمَاتُ … و … ٱلنُّورُ } و { ٱلظِّلُّ … و … ٱلْحَرُورُ } و { ٱلأَحْيَآءُ … و … ٱلأَمْوَاتُ } وبين { نَذِيراً … وبَشِيراً } وبين { سِرّاً … وَعَلاَنِيَةً } . 2ـ جناس الاشتقاق { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ } { حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ } . 3ـ الاستعارة التصريحية { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ … } الآية شبه الكافر بالأعمى ، والمؤمن بالبصير بجامع ظلام الطريق وعدم الاهتداء على الكافر ، ووضوح الرؤية والاهتداء للمؤمن ، ثم استعار المشبه به { ٱلأَعْمَىٰ } للكافر ، واستعار { وَٱلْبَصِيرُ } للمؤمن بطريق الاستعارة التصريحية . 4ـ الالتفات من الغيبة إلى التكلم { أنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا } بدل فأخرجنا لما في ذلك من الفخامة ولبيان كمال العناية بالفعل ، لما فيه من الصنع البديع ، المنبىء عن كمال قدرة الله وحكمته . 5ـ قصر صفة على موصوف { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } فقد قصر الخشية على العلماء . 6ـ الاستفهام التقريري وفيه معنى التعجب { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً … } الآية . 7ـ الاستعارة { يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } استعار التجارة للمعاملة مع الله تعالى لنيل ثوابه ، وشبهها بالتجارة الدنيوية وهي معاملة الخلق بالبيع والشراء لنيل الربح ثم رشحها بقوله { لَّن تَبُورَ } . 8ـ توافق الفواصل مما يزيد في جمال الكلام ورونقه ووقعه في النفس مثل { يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } { إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } ومثل { وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } وهكذا .