Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 24-26)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن عباس : قوله : { مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً } : شهادة أن لا إلٰه إلا الله { كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } وهو المؤمن { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } يقول : لا إلٰه إلا الله في قلب المؤمن ، { وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ } يقول : يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء ، وقال البخاري " عن ابن عمر قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخبروني عن شجرة تشبه - أو - كالرجل المسلم ، لا يتحات ورقها صيفاً ولا شتاء ، وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، قال ابن عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة ، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان ، فكرهت أن أتكلم ، فلما لم يقولوا شيئاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هي النخلة " ، فلما قمنا قلت لعمر : يا أبتاه والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة ، قال : ما منعك أن تتكلم ؟ قلت : لم أركم تتكلمون ، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئاً ، قال عمر : لأن تكون قلتها أحب إليَّ من كذا وكذا " وعن ابن عباس : { كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } قال : هي شجرة في الجنة . وقوله : { تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ } قيل : غدوة وعشياً ، وقيل : كل شهر ، وقيل : كل شهرين ، وقيل غير ذلك . والظاهر من السياق أن المؤمن مثله كمثل شجرة ، لا يزال يوجد منها ثمرة في كل وقت ، من صيف أو شتاء أو ليل أو نهار ، كذلك المؤمن لا يزال يرفع له عمل صالح آناء الليل وأطراف النهار في كل وقت وحين { بِإِذْنِ رَبِّهَا } أي كاملاً حسناً كثيراً طيباً مباركاً { وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } . وقوله تعالى : { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } هذا مثل كفر الكافر لا أصل له ولا ثبات ، مشبه بشجرة الحنظل ، وقوله : { ٱجْتُثَّتْ } أي استؤصلت { مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } أي لا أصل لها ولا ثبات ، كذلك الكفر لا أصل له ولا فرع ، ولا يصعد للكافر عمل ولا يتقبل منه شيء .