Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 2-3)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر تعالى أنه أسري بعبده محمد صلى الله عليه وسلم ، عطف بذكر موسى عبده ورسوله وكليمه أيضاً ، فإنه تعالى كثيراً ما يقرن بين ذكر موسى ومحمد عليهما من الله الصلاة والسلام ، وبين ذكر التوراة والقرآن ، ولهذا قال بعد ذكر الإسراء : { وَآتَيْنَآ مُوسَى ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة ، { وَجَعَلْنَاهُ } أي الكتاب { هُدًى } أي هادياً { لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ } أي لئلا تتخذوا ، { مِن دُونِي وَكِيلاً } أي ولياً ولا نصيراً ولا معبوداً دوني ، لأن الله تعالى أنزل على كل نبي أرسله أن يعبده وحده لا شريك له ، ثم قال : { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } تقديره : يا ذرية من حملنا مع نوح ! فيه تهييج وتنبيه على المنة ، أي يا سلالة من تجينا فحملنا مع نوح في السفينة تشبهوا بأبيكم { إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً } فاذكروا نعمتي عليكم بإرسالي إليكم محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقد ورد في الأثر : أن نوحاً عليه السلام كان يحمد الله على طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كله ، فلهذا سمي عبداً شكوراً . قال الطبراني ، عن سعد بن مسعود الثقفي قال : إنما سمي نوح عبداً شكوراً لأنه كان إذا أكل أو شرب حمد الله . وفي الحديث : " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها " وفي حديث الشفاعة ، عن أبي هريرة مرفوعاً ، قال : " فيأتون نوحاً ، فيقولون : يا نوح إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وقد سماك الله عبداً شكوراً فاشفع لنا إلى ربك " .