Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 6-8)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مسلياً لرسوله صلوات الله وسلامه عليه في حزنه على المشركين لتركهم الإيمان وبعدهم عنه ، كما قال تعالى : { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [ فاطر : 8 ] ، وقال : { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } [ النمل : 70 ] ، وقال : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [ الشعراء : 3 ] ، باخع : أي مهلك نفسك بحزنك عليهم ، ولهذا قال : { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ } يعني القرآن ، { أَسَفاً } يقول : لا تهلك نفسك أسفاً ، قال قتادة : قاتلٌ نفسك غضباً وحزناً عليهم . وقال مجاهد : جزعاً ، والمعنى متقارب أي : لا تأسف عليهم بل أبلغهم رسالة الله فمن اهتدى فلنفسه ، ومن ضل فإنما يضل عليها ، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات ، ثم أخبر تعالى أنه جل الدنيا داراً فانية مزينة بزينة زائلة ، وإنما جعلها دار اختبار لا دار قرار ، فقال : { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } ، عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " ثم أخبر تعالى بزوالها وفنائها وذهابها ، وخرابها ، فقال تعالى : { وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً } أي وإنا لمصّيروها بعد الزينة إلى الخراب والدمار ، فنجعل كل شيء عليها هالكاً { صَعِيداً جُرُزاً } لا ينبت ولا ينتفع به ، كما قال ابن عباس : يهلك كل شيء عليها ويبيد ، وقال مجاهد { صَعِيداً جُرُزاً } بلقعاً . وقال قتادة : الصعيد الأرض التي ليس فيها شجر ولا نبات . وقال ابن زيد : الصعيد الأرض التي ليس فيها شيء ، ألا ترى إلى قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَآءَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ } [ السجدة : 27 ] ؟ .