Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 21-22)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا ذم من الله تعالى لأهل الكتاب . بما ارتكبوه من المآثم والمحارم في تكذيبهم بآيات الله قديماً وحديثاً ، التي بلَّغتهم إياها الرسل استكباراً عليهم ، وعناداً لهم وتعاظماً على الحق واستنكافاً عن اتباعه ، ومع هذا قتلوا من قتلوا من النبيين حين بلغوهم عن الله شرعه ، بغير سبب ولا جريمة منهم إليهم إلا لكونهم دعوهم إلى الحق { وَيَقْتُلُونَ ٱلَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِٱلْقِسْطِ مِنَ ٱلنَّاسِ } وهذا هو غاية الكبر . عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال : " قلت : يا رسول الله أي الناس أشد عذاباً يوم القيامة ؟ قال : " رجل قتل نبياً ، أو من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر " ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ ٱلَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِٱلْقِسْطِ مِنَ ٱلنَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } الآية . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبياً من أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مائة وسبعون رجلاً من بني إسرائيل فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوهم جميعاً من آخر النهار من ذلك اليوم ، فهم الذين ذكر الله عزّ وجلّ " وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قتلت بنو إسرائيل ثلاثمائة نبي من أول النهار وأقاموا سوق بقلهم من آخره ، ولهذا لما أن تكبروا عن الحق واستكبروا على الخلق قابلهم الله على ذلك بالذلة والصغار في الدنيا ، والعذاب المهين في الآخرة ، فقال تعالى : { فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } أي موضع مهين { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } .