Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 23-25)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ينكر الله تعالى على اليهود والنصارى ، المتمسكين فيما يزعمون بكتابيهم اللذين بأيديهم ، وهما ( التوراة والإنجيل ) إذا دعوا إلى التحاكم إلى ما فيهما من طاعة الله ، فيما أمرهم به فيهما من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، تولوا وهم معرضون عنهما ، وهذا في غاية ما يكون من ذمهم والتنويه بذكرهم بالمخالفة والعناد ، ثم قال تعالى : { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ } أي إنما حملهم وجرأهم على مخالفة الحق افتراؤهم على الله فيما ادعوه لأنفسهم ، أنهم إنما يعذبون في النار سبعة أيام عن كل ألف سنة في الدنيا يوماً ، وقد تقدم تفسير ذلك في سورة البقرة ، ثم قال تعالى : { وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي ثبتهم على دينهم الباطل ما خدعوا به أنفسهم ، من زعمهم أن النار لا تمسهم بذنوبهم إلا أياماً معدودات ، وهم الذين افتروا هذا من تلقاء أنفسهم ، واختلقوه ولم ينزل الله به سلطاناً ، قال الله تعالى متهدداً لهم ومتوعداً : { فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ } ، أي كيف يكون حالهم وقد افتروا على الله وكذبوا رسله وقتلوا أنبياءه والعلماء من قومهم ، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ! ! والله تعالى سائلهم عن ذلك كله وحاكم عليهم ومجازيهم به ، ولهذا قال تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ } ؟ أي : لا شك في وقوعه وكونه ، { وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } .