Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 7-8)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى مخبراً عن أولي العزم الخمسة وبقية الأنبياء ، أنه أخذ عليهم العهد والميثاق ، في إقامة دين الله تعالى وإبلاغ رسالته ، والتعاون والتناصر والاتفاق ، كما قال تعالى : { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ } [ آل عمران : 81 ] الآية ، فهذا العهد والميثاق أخذ عليهم بعد إرسالهم ، وكذلك هذا ، ونص من بينهم على هؤلاء الخمسة وهم أولو العزم ، وقد صرح بذكرهم أيضاً في قوله تعالى : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ } [ الشورى : 13 ] فهذه هي الوصية التي أخذ عليهم الميثاق بها ، كما قال تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } فبدأ في هذه الآية بالخاتم لشرفه صلوات الله عليه ، ثم رتبهم بحسب وجودهم صلوات الله عليهم ، وقد قيل : إن المراد بهذا الميثاق الذي أخذ منهم حين أخرجوا في صورة الذر من صلب آدم عليه الصلاة والسلام ، كما قال أبي بن كعب : ورفع أباهم آدم فنظر إليهم يعني ذريته ، وأن فيهم الغني والفقير ، وحسن الصورة ودون ذلك فقال : رب لو سويت بين عبادك فقال : إني أحببت أن أشكر ، ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج عليهم النور وخصوا بميثاق آخر من الرسالة والنبوة وهو الذي يقول الله تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } وقال ابن عباس : الميثاق الغليظ العهد ، وقوله تعالى : { لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ } قال مجاهد : المبلغين المؤدين عن الرسل ، وقوله تعالى : { وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ } أي من أممهم { عَذَاباً أَلِيماً } أي موجعاً ، فنحن نشهد أن الرسل قد بلغوا رسالات ربهم ونصحوا الأمم ، وإن كذبهم من كذبهم من الجهلة والمعاندين ، والمارقين والقاسطين .