Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 30-33)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً أنه وهب لداود ( سليمان ) أي نبياً ، كما قال عزّ وجلّ : { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ } [ النمل : 16 ] أي في النبوة ، وإلا فقد كان له بنون غيره ، فإنه قد كان عنده مائة امرأة حرائر ، وقوله تعالى : { نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } ثناء على سليمان بأنه كثير الطاعة والعبادة والإنابة إلى الله عزّ وجلّ ، وقوله تعالى : { إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِٱلْعَشِيِّ ٱلصَّافِنَاتُ ٱلْجِيَادُ } أي إذ عرض على سليمان عليه الصلاة والسلام في حال مملكته وسلطانه الخيل الصافنات ، قال مجاهد : وهي التي تقف على ثلاث وطرف حافر الرابعة ، والجياد السراع ، وعن إبراهيم التيمي قال : كانت الخيل التي شغلت سليمان عليه الصلاة والسلام عشرين ألف فرس فعقرها ، وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر ، فهبت الريح ، فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة رضي الله عنها لعب ، فقال صلى الله عليه وسلم : " ما هذا يا عائشة ؟ " قالت رضي الله عنها : بناتي ، ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع ، فقال صلى الله عليه وسلم : " ما هذا الذي أرى وسطهن " ؟ قالت رضي الله عنها : فرس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذا الذي عليه ؟ قالت رضي الله عنها : جناحان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فرس له جناحان " قالت رضي الله عنها : ! أما سمعت أن سليمان عليه الصلاة والسلام كانت له خيل لها أجنحة ؟ قالت رضي الله عنها : فضحك صلى الله عليه وسلم حتى رِأيت نواجذه " وقوله تبارك وتعالى : { فَقَالَ إِنِّيۤ أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ } ذكر غير واحد من السلف والمفسرين : أنه اشتغل بعرضها حتى فات وقت صلاة العصر ، والذي يقطع به أنه لم يتركها عمداً ، بل نسياناً ، كما شغل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق عن صلاة العصر ، حتى صلاها بعد الغروب ؛ وذلك ثابت في " الصحيحين " عن جابر رضي الله عنه قال : " جاء عمر رضي الله عنه يوم الخندق بعدما غربت الشمس ، فجعل يسب كفار قريش ، ويقول : يا رسول الله ، والله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله ما صليتها " ، فقال : فقمنا إلى بطحان فتوضأ نبي الله صلى الله عليه وسلم للصلاة وتوضأنا لها ، فصلى العصر بعدما غربت الشمس ، ثم صلى بعدها المغرب " ، ويحتمل أنه كان سائغاً في ملتهم تأخير الصلاة لعذر والغزو والقتال ، والأول أقرب ، لأنه قال بعده : { رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ } قال الحسن البصري : لا والله لا تشغليني عن عبادة ربي آخر ما عليك ، ثم أمر بها فعقرت ، وقال السدي : ضرب أعناقها وعراقيبها بالسيوف ، ولهذا عوضه الله عزّ وجلّ ما هو خير منها ، وهو الريح التي تجري بأمره رخاء حيث أصاب ، غدوها شهر ورواحها شهر ، فهذا أسرع وخير من الخيل .