Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 32-32)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عن مجاهد قال ، قالت أم سلمة : يا رسول الله يغزو الرجال ولا نغزو ، ولنا نصف الميراث ؟ فأنزل الله : { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } ، وقال عبد الرزاق عن معمر قال : نزلت هذه الآية في قول النساء ليتنا الرجال فنجاهد كما يجاهدون ، ونغزو في سبيل الله عزَّ وجلَّ . وقال ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في الآية ، قال : أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله للذكر مثل حظ الأنثيين ، وشهادة امرأتين برجل ، ونحن في العمل هكذا ، إن فعلت امرأة حسنة كتب لها نصف حسنة ، فأنزل الله هذه الآية : { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ } الآية . قال ابن عباس : لا يتمنى الرجل فيقول : ليت لو أن لي مال فلان وأهله ، فنهى الله عن ذلك ، ولكن يسأل الله من فضله ، وهو الظاهر من الآية ، ولا يرد على هذا ما ثبت في الصحيح : " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ، فيقول رجل : لو أن لي مثل ما لفلان لعملت مثله فهما في الأجر سواء " الحديث فإن هذا شيء غير ما نهت عنه الآية ، وذلك أن الحديث حض على تمني مثل نعمة هذا ، والآية نهت عن تمني عين نعمة هذا ، يقول : { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } أي في الأمور الدنيوية وكذا الدينية ، لحديث أم سلمة وابن عباس ، وهكذا قال عطاء بن أبي رباح : نزلت في النهي عن تمني ما لفلان ، وفي تمني النساء أن يكنَّ رجالاً فيغزون . ثم قال تعالى : { لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبْنَ } أي كل له جزاء على عمله بحسبه إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر . هذا قول ابن جرير ، وقيل : المراد بذلك في الميراث أي كل يرث بحسبه ، رواه الوابلي عن ابن عباس ، ثم أرشدهم إلى ما يصلحهم ، فقال : { وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ } لا تتمنوا ما فضلنا به بعضكم على بعض ، فإن هذا أمر محتوم ، أي أن التمني لا يجدي شيئاً ، ولكن سلوني من فضلي أعطكم ، فإني كريم وهاب ، وقد روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل ، وإن أفضل العبادة انتظار الفرج " ثم قال : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } أي هو عليم بمن يستحق الدنيا فيعطيه منها ، وبمن يستحق الفقر فيفقره ، وعليم بمن يستحق الآخرة فيقيّضه لأعمالها ، وبمن يستحق الخذلان فيخذله عن تعاطي الخير وأسبابه ، ولهذا قال : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } .