Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 4-6)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : ما يدفع الحق ويجادل فيه بعد البيان وظهور البرهان { إِلاَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي الجاحدون لآيات الله وحججه وبراهينه ، { فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي ٱلْبِلاَدِ } أي في أموالهم ونعيمها وزهرتها ، كما قال جل وعلا : { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } [ آل عمران : 196 - 197 ] ، وقال عزّ وجلّ : { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } [ لقمان : 24 ] ، ثم قال تعالى مسلياً لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم في تكذيب من كذبه من قومه ، بأن له أسوة من سلف من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فإنه قد كذبهم أممهم وخالفوهم وما آمن بهم منهم إلا قليل ، فقال : { كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ } وهو أول رسول بعثه الله ينهى عن عبادة الأوثان { وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ } أي من كل أمة ، { وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ } أي حرصوا على قتله بكل ممكن ، ومنهم من قتل رسوله { وَجَادَلُوا بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ } أي ما حلوا بالشبهة ليردوا الحق الواضح الجلي ، روى ابن عباس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أعان باطلاً ليدحض به حقاً فقد برئت منه ذمة الله تعالى ، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم " وقوله جلّت عظمته { فَأَخَذْتُهُمْ } أي أهلكتهم على ما صنعوا من هذه الآثام والذنوب العظام ، { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } أي فكيف بلغك عذابي لهم ونكالي بهم لقد كان شديداً موجعاً مؤلماً ؟ قال قتادة : كان شديداً والله . وقوله جل جلاله : { وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } أي كما حقت كلمة العذاب على الذين كفروا من الأمم السالفة ، كذلك حقت على المكذبين من هؤلاء الذين كذبوك وخالفوك يا محمد ، بطريق الأولى ، لأن من كذبك فلا وثوق له بتصديق غيرك ، والله أعلم .