Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 7-9)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن الملائكة المقربين من حملة العرش الأربعة ، ومن حوله الملائكة من الكروبيين ، بأنهم { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } أي يقرنون بين التسبيح الدال على نفي النقائص ، والتحميد المقتضي لإثبات صفات المدح ، { وَيُؤْمِنُونَ بِهِ } أي خاشعون له أذلاء بين يديه ، وأنهم { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ } أي من أهل الأرض ممن آمن بالغيب ، فقيض الله تعالى ملائكته المقربين أن يدعوا للمؤمنين بظهر الغيب ، ولما كان هذا من سجايا الملائكة عليهم الصلاة والسلام كانوا يؤمِّنون على دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب ، كما ثبت في الصحيح : " إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثله " قال شهر بن حوشب رضي الله عنه : حملة العرش ثمانية ، أربعة منهم يقولون : سبحانك اللهم وبحمدك ، لك الحمد على حلمك بعد علمك ، وأربعة يقولون : سبحانك اللهم وبحمدك ، لك الحمد على عفوك بعد قدرتك ، ولهذا يقولون إذا استغفروا للذين آمنوا : { رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً } أي رحمتك تسع ذنوبهم وخطاياهم ، وعلمك محيط بجميع أعمالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم { فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ } ، أي فاصفح عن المسيئين إذا تابوا وأنابوا ، وأقلعوا عما كانوا فيه ، واتبعوا ما أمرتهم به من فعل الخير وترك المنكرات ، { وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } أي وزحزحهم عن عذاب الجحيم وهو العذاب الموجع الأليم ، { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَـلَحَ مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } أي اجمع بينهم وبينهم لتقر بذلك أعينهم بالاجتماع في منازل متجاورة ، كما قال تبارك وتعالى : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ } [ الطور : 21 ] أي ساوينا بين الكل في المنزلة لتقر أعينهم ، وما نقصنا العالي حتى يساوي الداني ، بل رفعنا ناقص العمل فساويناه بكثير العمل ، تفضلاً منا ومنة . وقال سعيد بن جبير : إن المؤمن إذا دخل الجنة سأل عن أبيه وابنه وأخيه اين هم ؟ فيقال : إنهم لم يبلغوا طبقتك في العمل ، فيقول : إني إنما عملت لي ولهم فيلحقون به في الدرجة ، ثم تلا سعيد بن جبير هذه الآية : { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَـلَحَ مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } ، وقوله تبارك وتعالى : { أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } أي الذي لا يمانع ولا يغالب ، { وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَاتِ } أي فعلها ، أو وبالها ممن وقعت منه ، { وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ } أي يوم القيامة { فَقَدْ رَحِمْتَهُ } أي لطفت به ونجيته من العقوبة { وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } .