Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 74-80)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر تعالى حال السعداء ثنَّى بذكر الأشقياء ، فقال : { إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } أي ساعة واحدة { وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } أي آيسون من كل خير ، { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّالِمِينَ } أي بأعمالهم السيئة بعد قيام الحجة عليهم ، وإرسال الرسل إليهم فكذبوا وعصوا فجوزوا بذلك جزاء وفاقاً وما ربك بظلام للعبيد ، { وَنَادَوْاْ يٰمَالِكُ } وهو خازن النار ، { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } أي يقبض أرواحنا فيريحنا مما نحن فيه ، فإنهم كما قال تعالى : { لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا } [ فاطر : 36 ] ، وقال عزّ وجلّ : { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا } [ الأعلى : 13 ] ، فلما سألوا أن يموتوا أجابهم مالك { قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ } قال ابن عباس : مكث ألف سنة ، ثم قال : { إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ } أي لا خروج لكم منها ولا محيد لكم عنها ، ثم ذكر سبب شقوتهم وهو مخالفتهم للحق ومعاندتهم له فقال : { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِٱلْحَقِّ } أي بيناه لكم ووضحناه وفسرناه { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } أي ولكن كانت سجاياكم لا تقبله ولا تقبل عليه ، وإنما تنقاد للباطل وتعظمه ، وتصد عن الحق وتأباه ، فعودوا على أنفسكم بالملامة ، واندموا حيث لا تنفعكم الندامة ، ثم قال تبارك وتعالى : { أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } ، قال مجاهد : أرادوا كيد شر فكدناهم ، وذلك لأن المشركين كانوا يتحيلون في رد الحق بالباطل بحيل ومكر يسلكونه ، فكادهم الله تعالى ورد وبال ذلك عليهم ، ولهذا قال : { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم } ، أي سرهم وعلانيتهم { بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } أي نحن نعلم ما هم عليه ، والملائكة أيضاً يكتبون أعمالهم صغيرها وكبيرها .