Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 23-28)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى آمراً بتدبر القرآن وتفهمه ، وناهياً عن الإعراض عنه فقال : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } أي بل على قلوب أقفالها ، فهي مطبقة لا يخلص إليها شيء من معانيه ، ثم قال تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ } أي فارقوا الإيمان ورجعوا إلى الكفر { مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَى ٱلشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ } أي زين لهم ذلك وحسَّنه { وَأَمْلَىٰ لَهُمْ } أي غرهم وخدعهم ، { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ٱلأَمْرِ } أي مالأوهم وناصحوهم على الباطل ، وهذا شأن المنافقين يظهرون خلاف ما يبطنون ، ولهذا قال الله عزّ وجلّ : { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ } أي ما يسرون وما يخفون ، الله مطلع عليه ، عالم به ، كقوله تبارك وتعالى : { وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ } [ النساء : 81 ] ، ثم قال تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } أي كيف حالهم إذا جاءتهم الملائكة لقبض أرواحهم ، وتعاصت الأرواح في أجسادهم ، واستخرجتها الملائكة بالعنف والقهر والضرب . كما قال سبحانه وتعالى : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } [ الأنفال : 50 ] الآية ، وقال تعالى : { وَلَوْ تَرَىۤ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ } [ الأنعام : 93 ] أي بالضرب { أَخْرِجُوۤاْ أَنْفُسَكُمُ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } [ الأنعام : 93 ] ، ولهذا قال هٰهنا : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسْخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } .