Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 4-7)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ } أي جعل الطمأنينة ، قاله ابن عباس ، وعنه : الرحمة ، وقال قتادة : الوقار في قلوب المؤمنين ، الذين استجابوا لله ولرسوله وانقادوا لحكم الله ورسوله ، فلما اطمأنت قلوبهم بذلك واستقرت ، زادهم إيماناً مع إيمانهم ؛ ثم ذكر تعالى أنه لو شاء لانتصر من الكافرين ، فقال سبحانه : { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي ولو أرسل عليهم ملكاً واحداً لأباد خضراءهم ، ولكنه تعالى شرع لعباده المؤمنين الجهاد ، لما له في ذلك من الحكمة البالغة ، والحجة القاطعة ، ولهذا قال جلت عظمته : { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } ، ثم قال عزَّ وجلَّ : { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } أي ماكثين فيها أبداً ، { وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } أي خطاياهم وذنوبهم ، فلا يعاقبهم عليها ، بل يعفو ويصفح ويغفر ويستر ، { وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً } ، كقوله جلَّ وعلا : { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } [ آل عمران : 185 ] ، وقوله تعالى : { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ } أي يتهمون الله تعالى في حكمه ، ويظنون بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن يقتلوا ويذهبوا بالكلية ، ولهذا قال تعالى : { عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ } أي أبعدهم من رحمته ، { وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً } ، ثم قال عزَّ وجلَّ مؤكداً لقدرته على الانتقام من الأعداء ؛ أعداء الإسلام من الكفرة والمنافقين { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } .