Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 16-19)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا أيضاً من لطفه ورحمته بخلقه ، أنه قادر على تعذيبهم بسبب كفر بعضهم ، وهو مع هذا يحلم ويصفح ، ويؤجل ولا يعجل ، كما قال تعالى : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ } [ فاطر : 45 ] الآية ، وقال هٰهنا : { أَأَمِنتُمْ مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } أي تذهب وتجيء وتضطرب ، { أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً } أي ريحاً فيها حصباء تدمغكم كما قال تعالى : { أَفَأَمِنْتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ ٱلْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } [ الإسراء : 68 ] ، وهكذا توعدهم هٰهنا بقوله : { فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } أي كيف يكون إنذاري ، وعاقبة من تخلف عنه وكذب به ، ثم قال تعالى : { وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي من الأمم السالفة والقرون الخالية ، { فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ } أي فكيف كان إنكاري عليهم ومعاقبتي لهم ؟ أي عظيماً شديداً أليماً ، ثم قال تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ } أي تارة يصففن أجنحتهن في الهواء ، وتارة تجمع جناحاً وتنشر جناحاً ، { مَا يُمْسِكُهُنَّ } أي في الجو { إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ } أي بما سخر لهن من الهواء من رحمته ولطفه ، { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } أي بما يصلح كل شيء من مخلوقاته . وهذه كقوله تعالى : { أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ ٱلطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱللَّهُ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ النحل : 79 ] .