Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 25-29)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱسْتَبَقَا ٱلْبَابَ } معناه : سبق كل واحد منهما صاحبه إلى الباب فقصد هو الخروج والهروب عنها ، وقصدت هي أن تردّه ، فإن قيل : كيف قال هنا الباب بالإفراد وقد قال بالجمع وغلقت الأبواب فالجواب أن المراد هنا الباب البرّاني الذي هو المخرج من الدار { وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ } أي قطعته من وراء ، وذلك أنها قبضت قميصه من خلفه لتردّه فتمزق القميص ، والقدّ القطع بالطول ، و [ القّطُّ ] القطع بالعرض { وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا } أي وجدا زوجها عند الباب { قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوۤءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ } لما رأت الفضيحة عكست القضية ، وادعت أن يوسف راودها عن نفسها ، فذكرت جزاء كل من فعل ذلك على العموم ، ولم تصرح بذكر يوسف لدخوله في العموم ، وبناء على أن الذنب ثابت عليه بدعواها ، وما جزاء يحتمل أن تكون ما نافية أو استفهامية { قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي } برّأ نفسه من دعواها { وَشَهِدَ شَاهِدٌ } قيل : هو ابن عمها وقيل : كان طفلاً في المهد فتكلم ، وكونه من أهلها أوجبُ للحجة عليها وأوثق لبراءة يوسف ، وكونه لم يتكلم قط ، ثم تكلم بذلك كرامة ليوسف عليه السلام ، والتقدير شهد شاهد فقال : أو ضمنت الشهادة معنى القول { إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ } لأنها كانت تدافعه فتقدّ قميصه من قبل { وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ } لأنها جذبته إلى نفسها حين فرّ منها فقدّت قميصه من دبر { فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ } فاعل رأى زوجها أو الشاهد { إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ } الضمير للأمر أو لقولها ما جزاء { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا } أي اكتمه ولا تحدث به ، ويوسف منادى حذف منه حرف النداء لأنه قريب ، وفي حذف الحرف إشارة إلى تقريبه وملاطفته { وَٱسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ } خطاب لها ، وذلك من كلام زوجها أو من كلام الشاهد { مِنَ ٱلْخَاطِئِينَ } جاء بلفظ التذكير ، ولم يقل من الخاطئات تغليباً للذكور .