Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 30-35)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي ٱلْمَدِينَةِ } أي في مصر ، روى أنهن خمس نسوة : امرأة الساقي ، وامرأة الخباز ، وامرأة صاحب الدواب ، وامرأة صاحب السجن ، وامرأة الحاجب { فَتَٰهَا } أي خادمها ، والفتى يقال بمعنى : الشاب ، وبمعنى الخادم { شَغَفَهَا } بلغ شغاف قلبها وهو غلافه ، وقيل : السويداء منه ، وقيل : الشغاف داء يصل إلى القلب { سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ } أي بقولهن وسماه مكراً لأنه كان في خفية ، وقيل : كانت قد استكتمتهن سرها فأفشينه عليها { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئاً } أي أعتدت لهن ما يتكأ عليه من الفرش ونحوها ، وقيل : المتكأ طعام ، وقرئ في الشاذ متكأ بسكون التاء وتنوين الكاف ، وهو الأترج ، وإعطائها السكاكين لهن يدل على أن الطعام كان مما يقطع بالسكاكين كالأترج ، وقيل : كان لحماً { وَقَالَتِ ٱخْرُجْ عَلَيْهِنَّ } أمر ليوسف ، وإنما أطاعها لأنه كان مملوك زوجها { أَكْبَرْنَهُ } أي عظمن شأنه وجماله . { وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } أي اشتغلن بالنظر إليه وبهتن من جماله حتى قطعن أيديهن وهنّ لا يشعرن كما يقطع الطعام { حَٰشَ للَّهِ } معناه براءة وتنزيه : أي تنزيه الله وتعجب من قدرته على خلقة مثله ، وحاش في باب الاستثناء تخفض على أنها حرف ، وأجاز المبرد النصب بها على أن تكون فعلاً وأما هنا فقال أبو علي الفارسي : إنها فعل ، والدليل على ذلك من وجهين : أحدهما أنها دخلت على لام الخبر وهو اللام في قوله لله ، ولا يدخل الحرف على حرف ، والآخر أنها حذفت منها الألف على قراءة الجماعة ، والحروف لا يحذف منها شيء وقرأها أبو عمرو بالألف على الأصل وإنما تحذف من الأفعال كقولك : لم يك ولا أدري ، والفاعل بحاش ضمير يعود على يوسف تقديره : بَعُدَ يوسف عن الفاحشة لخوف الله وقال الزمخشري : إن حاش وضع موضع المصدر ، كأنه قال : تنزيهاً ، ثم قال : لله ليبين من ينزه قال : وإنما حذف منه التنوين مراعاة لأصله من الحرفية { مَا هَـٰذَا بَشَراً } أخرجنه من البشر وجعلنه من الملائكة ؛ مبالغة في وصف الحسن { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ * قَالَتْ فَذٰلِكُنَّ ٱلَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ } توبيخ لهن على اللوم { فَٱسَتَعْصَمَ } أي طلب العصمة وامتنع مما أرادت منه { أَصْبُ إِلَيْهِنَّ } أي أميل وكلامه هذا تضرع إلى الله { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ } أي ظهر والفاعل محذوف تقديره : رأى والضمير في لهم لزوجها وأهلها ، أو من تشاور معه في ذلك { رَأَوُاْ ٱلآيَٰتِ } أي الأدلة على براءته .