Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 36-37)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجْنَ فَتَيَانِ } أي شابان ، وقيل : هنا محذوف لا بد منه وهو فسجنوه ، وكان يوسف قد قال لأهل السجن : إني أعبر الرؤيا ، وكذلك سأله الفتيان عن منامهما ، وقيل : إنهما استعملاها ليجرباه ، وقيل رأيا ذلك حقاً { أَعْصِرُ خَمْراً } قيل فيه : سمى العنب خمراً بما يؤول إليه وقيل : هي لغة { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } قيل : معناه في تأويل الرؤيا ، وقيل : إحسانه إلى أهل السجن { قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ } الآية : تقتضي أنه وصف لهما نفسه بكثرة العلم ، ليجعل ذلك وصلة إلى دعائهما لتوحيد الله ، وفيه وجهان : أحدهما أنه قال يخبرهما بكل ما يأتيهما في الدنيا من طعام قبل أن يأتيهما ، وذلك من الإخبار بالغيوب الذي هو معجزة الأنبياء ، والآخر أنه قال : لا يأتيكما طعام في المنام إلا أخبرتكما بتأويله قبل أن يظهر تأويله في الدنيا { ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيۤ } رُوي أنهما قالا له : من أين لك هذا العلم وأنت لست بكاهن ولا منجم ؟ فقال : ذلكما مما علمني ربي { إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } يحتمل أن يكون هذا الكلام تعليلاً لما قبله من قوله : علمني ربي أو يكون استئنافاً .