Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 87-88)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰبَنِيَّ ٱذْهَبُواْ } يعني إلى الأرض التي تركتم بها أخويكم { فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ } أي تعرّفوا خبرهما ، والتحسّس طلب الشيء بالحواس ؛ السمع والبصر ، وإنما لم يذكر الولد الثالث ، لأنه بقي هناك اختياراً منه ، ولأن يوسف وأخاه كانا أحب إليه { وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ } أي من رحمة الله { إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَٰفِرُونَ } إنما جعل اليأس من صفة الكافر ، لأن سببه تكذيب الربوبية أو جهلاً بصفات الله من قدرته وفضله ورحمته { فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ } أي على يوسف وقيل : هذا محذوف تقديره فرجعوا إلى مصر { ٱلضُّرُّ } يريدون به المجاعة أو الهم على إخوتهم { بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَٰةٍ } يعنون الدراهم التي جاؤوا بها لشراء الطعام ، والمزجاة القليلة ، وقيل : الرديئة ، وقيل : الناقصة ، وقيل : إن بضاعتهم كانت عروضاً فلذلك قالوا هذا { وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ } قيل : يعنون بما بين الدراهم الجياد ودراهمهم [ من فوق ] وقيل : أوف لنا الكيل الذي هو حقنا وزدنا على حقنا ، وسموا الزيادة صدقة ، ويقتضي هذا أن الصدقة كانت حلالاً للأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، وقيل : تصدق علينا برد أخينا إلينا { إِنَّ ٱللَّهَ يَجْزِي ٱلْمُتَصَدِّقِينَ } قال النقاش : هو من المعاريض وذلك أنهم كانوا يعتقدون أنه كافر ، لأنهم لم يعرفوه ، فظنوا أنه على دين أهل مصر ، فلو قالوا : إن الله يجزيك بصدقتك كذبوا ، فقالوا لفظاً يوهم أنهم أرادوه وهم لم يريدوه .