Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 89-92)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ } لما شكوا إليه رقَّ لهم وعرّفهم بنفسه ، ورُوِي أنه كان يكلمهم وعلى وجهه لثام ، ثم أزال اللثام ليعرفوه ، وأراد بقوله ما فعلتم بيوسف وأخيه : التفريق بينهما في الصغر ، ومضرتهم ليوسف وإذايتهم أخيه من بعده ، فإنهم كانوا يذلونه ويشتمونه { إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ } اعتذار عنهم ، فيحتمل أن يريد الجهل بقبح ما فعلوه أو جهل الشبابُ { قَالُوۤاْ أَءِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ } قرئ بالاستفهام والخبر ، فالخبر على أنهم عرفوه ؛ والاستفهام على أنهم عرفوه ؛ والاستفهام على أنهم توهموا أنه هو ولم يحققوه { مَن يَتَّقِ وَيَِصْبِرْ } قيل إنه أراد من يتق في ترك المعصية ، ويصبر على السجن ، واللفظ أعم من ذلك { آثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيْنَا } أي فضلك { لَخَٰطِئِينَ } أي عاصين ، وفي كلامهم استعطاف واعتراف { لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ } عفو جميل ، والتثريب التعنيف والعقوبة ، وقوله اليوم راجع إلى ما قبله فيوقف عليه ، وهو يتعلق بالتثريب ، أو بالمقدر في عليكم من معنى الاستقرار ؛ وقيل : إنه يتعلق بيغفر ، وهذا بعيد لأنه تحكم على الله ؛ وإنما يغفر دعاء ، فكأنه أسقط حق نفسه بقوله : لا تثريب عليكم اليوم ، ثم دعا إلى الله أن يغفر لهم حقه .