Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 23-25)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَضَىٰ رَبُّكَ } أي حكم وألزم وأوجب ، أو أمر ويدل على ذلك ما في مصحف ابن مسعود : " ووصى ربك " { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ } أن مفسرة أو مصدرية على تقدير : بأن لا تعبدوا { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ } هي إن الشرطية دخلت عليها ما المؤكدة وجوابها فلا تقل لهما أف ، والمعنى الوصية ببر الوالدين إذا كبرا أو كبر أحدهما وإنما خص حاله الكبر ؛ لأنهما حينئذ أحوج إلى البر والقيام بحقوقهما ، لضعفهما ومعنى عندك : أي في بيتك وتحت كنفك { أُفٍّ } حيث وقعت اسم فعل ، معناها قول مكروه ، يقال عند الضجر ونحوه ، وإنما المراد بها أقل كلمة مكروهة تصدر من الإنسان ، فنهى الله تعالى أن يقال ذلك للوالدين ، فأولى وأحرى ألا يقال لهما ما فوق ذلك ، ويجوز في أفّ الكسر والفتح والضم ، وهي حركات بناء ، وأما تنوينها فهو للتنكير { وَلاَ تَنْهَرْهُمَا } من الانتهار وهو الإغلاظ في القول { وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ } استعارة في معنى التواضع لهما والرفق بهما ، فهو كقوله { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } [ الحجر : 88 ] وأضافه إلى الذل مبالغة في المعنى كأنه قال : الجناح الذليل ، ومن في قوله من الرحمة للتعليل أي من أجل إفراط الرحمة لهما والشفقة عليهما { لِلأَوَّابِينَ } قيل : معناه الصالحين ، وقيل : المسبّحين ، وهو مشتق من الأية بمعنى الرجوع ، فحقيقته الراجعين إلى الله .