Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 190-195)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمْ } كان القتال غير مباح في أوّل الإسلام ، ثم أمر بقتال الكفار الذين يقاتلون المسلمين دون من لم يقاتل ، وذلك مقتضى هذه الآية ، ثم أمر بقتال جميع الكفار في قوله : { قَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً } [ التوبة : 36 ] { وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم } فهذه الآية منسوخة ، وقيل : إنها محكمة وأنّ المعنى : قاتلوا الرجال الذين هم بحال من يقاتلونكم ، دون النساء والصبيان الذين لا يقاتلونكم ، والأوّل أرجح وأشهر { وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ } أي بقتال من لم يقاتلكم على القول الأول ، وبقتال النساء والصبيان على القول الثاني { وَأَخْرِجُوهُمْ مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ } أي من مكة ، لأن قريشاً أخرجوا منها المسلمين { وَٱلْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلْقَتْلِ } أي فتنة المؤمن عن دينه أشدّ عليه من قتله ، وقيل : كفر الكفار أشدّ من قتل المؤمنين لهم في الجهاد { عِنْدَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } منسوخ بقوله : حيث وجدتموهم ، وهذا يقوّي نسخ الذين يقاتلونكم { فَإِنِ ٱنتَهَوْاْ } عن الكفر فأسلموا بدليل قوله : { غَفُورٌ رَّحِيمٌ } وإنما يغفر للكافر إذا أسلم { لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ } أي لا يبقى دين كفر { ٱلشَّهْرُ ٱلْحَرَامُ } الآية : نزلت لما صدّ الكفار النبي صلى الله عليه وسلم عن دخول مكة للعمرة ، عام الحديبية في شهر ذي الحجة ، فدخلها في العام الذي بعده في شهر ذي القعدة ، أي : الشهر الحرام الذي دخلتم فيه مكة بالشهر الحرام الذي صددتم فيه عن دخولها { وَٱلْحُرُمَٰتُ قِصَاصٌ } أي حرمة الشهر والبلد حين دخلتموها قصاص بحرمة الشهر ، والبلد حين صددتم عنها { فَٱعْتَدُواْ عَلَيْهِ } تسمية للعقوبة باسم الذنب ، أي : قاتلوا من قاتلكم ، ولا تبالوا بحرمة من صدّكم عن دخول مكة { تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ } قال أبو أيوب الأنصاري : المعنى لا تشتغلوا بأموالكم عن الجهاد ، وقيل : لا تتركوا النفقة في الجهاد خوف العيلة وقيل : لا تقنطوا من التوبة ، وقيل : لا تقتحموا المهالك ، والباء في بأيديكم زائدة ، وقيل : التقدير ؛ لا تلقوا أنفسكم بأيديكم .