Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 20-20)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَخْطَفُ أَبْصَٰرَهُمْ } إن رجع الضمير إلى أصحاب المطر وهم الذين شبه بهم المنافقين : فهو بيِّنٌ في المعنى ، وإن رجع إلى المنافقين : فهو تشبيه بمن أصابه البرق على وجهين : أحدهما : تكاد براهين القرآن تلوح لهم كما يضيء البرق ، وهذا مناسب لتمثيل البراهين بالبرق حسبما تقدم ، والآخر : يكاد زجر القرآن ووعيده يأخذهم كما يكاد البرق يخطف أبصار أصحاب المطر المشبه بهم { كُلَّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مَّشَوْاْ فِيهِ } إن رجع إلى أصحاب المطر فالمعنى أنهم يمشون بضوء البرق إذا لاح لهم ، وإن رجع إلى المنافقين فالمعنى أنه يلوح لهم من الحق ما يقربون به من الإيمان { وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ } إن رجع إلى أصحاب المطر فالمعنى أنهم إذا زال عنهم الضوء وقفوا متحيرين لا يعرفون الطريق ، وإن رجع إلى المنافقين فالمعنى أنه إذا ذهب عنهم ما لاح من الإيمان : ثبتوا على كفرهم ، وقيل : إن المعنى كلما صلحت أحوالهم في الدنيا قالوا هذا دين مبارك ؛ فهذا مثل الضوء ، وإذا أصابتهم شدّة أو مصيبة عابوا الدين وسخطوا : فهذا مثل الظلمة ، فإن قيل : لم قال مع الإضاءة كلما ، ومع الظلام إذا ؟ فالجواب : أنهم لما كانوا حراصاً على المشي ذكر معه كلما ، لأنها تقتضي التكرار والكثرة { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ } الآية : إن رجع إلى أصحاب المطر : فالمعنى لو شاء الله لأذهب سمعهم بالرعد وأبصارهم بالبرق ، وإن رجع إلى المنافقين : فالمعنى لو شاء الله لأوقع بهم العذاب والفضيحة ، وجاءت العبارة عن ذلك بإذهاب سمعهم وأبصارهم ، والباء للتعدية كما هي في قوله تعالى : { ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ } [ البقرة : 17 ] .