Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 218-220)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الآية : نزلت في عبد الله بن جحش وأصحابه { ٱلْخَمْرِ } كل مسكر من العنب وغيره { وَٱلْمَيْسِرِ } القمار ، وكان ميسر العرب بالقداح في لحم الجزور ، ثم يدخل في ذلك النرد والشطرنج وغيرهما ، وروي ان السائل عنهما كان حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه { إِثْمٌ كَبِيرٌ } نص في التحريم وأنهما من الكبائر ، لأن الإثم حرام لقوله : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ } [ الأعراف : 33 ] خلافاً لمن قال : إنما حرمتها آية المائدة لا هذه الآية { وَمَنَٰفِعُ } في الخمر ؛ التلذذ والطرب ، وفي القمار : الاكتساب به . ولا يدل ذكر المنافع على الإباحة قال ابن عباس : المنافع قبل التحريم ، والإثم بعده { وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ } تغليباً للإثم على المنفعة ، وذلك أيضاً بيان للتحريم { قُلِ ٱلْعَفْوَ } أي السهل من غير مشقة ، وقراءة الجماعة بالنصب بإضمار فعل مشاكلةً للسؤال ، على أن يكون ما مبتدأ ، وذا خبره { تَتَفَكَّرُونَ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } أي في أمرهما { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَٰمَىٰ } كانوا قد تجنبوا اليتامى تورّعاً ، فنزلت إباحة مخالطتهم بالإصلاح لهم ، فإن قيل : لم جاء ويسألونك بالواو ثلاث مرات ، وبغير واو ثلاث مرات قبلها ؟ فالجواب : أن سؤالهم عن المسائل الثلاث الأولى وقع في أوقات مفترقة فلم يأت بحرف عطف وجاءت الثلاثة الأخيرة بالواو لأنها كانتا متناسقة { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ } تحذير من الفساد ، وهو أكل أموال اليتامى { لأَعْنَتَكُمْ } لضيَّقَ عليكم بالمنع من مخالطتهم ، قال ابن عباس : لأهلككم بما سبق من أكلكم أموال اليتامى .