Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 84-88)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ } لا يسفك بعضكم دم بعض ، وإعرابه مثل لا تعبدون { وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ } بالميثاق واعترفتم بلزومه { وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } بأخذ الميثاق عليكم { هَـٰؤُلاۤءِ } منصوب على التخصيص بفعل مضمر ، وقيل : هؤلاء مبتدأ وخبره أنتم وتقتلون حالاً لازمة تم بها المعنى { تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ } كانت قريظة حلفاء الأوس ، والنضير : حلفاء الخزرج ، وكان كل فريق يقاتل الآخر مع حلفائه ، ويتقيه من موضعه إذا ظفر به { تَظَٰهَرُونَ } أي تتعاونون { تُفَٰدُوهُمْ } قرئ بالألف وحذفها والمعنى واحد . وكذلك أسارى بالألف وحذفها جمع أسير { وَهُوَ مُحَرَّمٌ } الضمير للإخراج من ديارهم ، وهو مبتدأ وخبره محرم و { إِخْرَاجُهُمْ } بدل ، والضمير للأمر والشأن ، وإخراجهم : مبتدأ ، ومحرّم خبره ، والجملة خبر الضمير { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَٰبِ } فداؤهم الأسارى موافقة لما في كتبهم { وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ } القتل والإخراج من الديار مخالفة لما في كتبهم { خِزْيٌ } الجزية أو الهزيمة لقريظة والنضير وغيرهم ، أو مطلق { وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِٱلرُّسُلِ } أي جئنا من بعده بالرسل ، وهو مأخوذ من القفا أي جاء بالثاني في قفا الأول { ٱلْبَيِّنَٰتِ } المعجزات من إحياء الموتى وغير ذلك { بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ } جبريل ، وقيل ؛ الإنجيل ، وقيل الاسم الذي كان يحيى به الموتى ، والأول أرجح لقوله : { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ٱلْقُدُسِ } [ النحل : 102 ] ولقوله صلى الله عليه وسلم لحسان : اللهم أيده بروح القدس { تَقْتُلُونَ } جاء مضارعاً مبالغة لأنه أيد استحضاره في النفوس ، أو لأنهم حاولوا قتل محمد صلى الله عليه وسلم لولا أن الله عصمه { غُلْفٌ } جمع أغلف : أي عليها غلاف ، وهو الغشاء فلا تَفْقَه { بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ } رداً عليهم ، وبيان أن عدم فقههم بسبب كفرهم { فَقَلِيلاً } أي إيماناً قليلاً { مَّا يُؤْمِنُونَ } ما زائدة ، ويجوز أن تكون القلة بمعنى العدم أو على أصلها ؛ لأن من دخل منهم بالإسلام قليل ، أو لأنهم آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعض .