Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 34-36)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً } أي لكل أمة مؤمنة ، والمنسك اسم مكان أي موضعها لعبادتهم ، ويحتمل أن يكون اسم مصدر بمعنى عبادة ، والمراد بذلك الذبائح لقوله : { لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ } بخلاف ما يفعله الكفار من الذبح تقرّباً إلى الأصنام { فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } في وجه اتصاله بما قبله وجهان : أحدهما أنه لما ذكر الأمم المتقدّمة خاطبها بقوله : { فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } ، أي هو الذي شرع المناسك لكم ولمن تقدّم قبلكم ، والثاني : أنه إشارة إلى الذبائح أي إلٰهكم إلٰه واحد فلا تذبحوا تقرباً لغيره { ٱلْمُخْبِتِينَ } الخاشعين وقيل : المتواضعين ، وقيل : نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ ، وكذلك قوله بعد ذلك : { وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ } [ الحج : 37 ] واللفظ فيهما أعم من ذلك { وَجِلَتْ } خافت { وَٱلْبُدْنَ } جمع بَدَنة ، وهو ما أشعر من الإبل ، واختلف هل يقال للبقرة بدنة ، وانتصابه بفعل مضمر { مِّن شَعَائِرِ ٱللَّهِ } واحدها شعيرة ، ومن للتبعيض ، واستدل بذلك من قال : إن شعائر الله المذكورة أو على العموم في أمور الدين { لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ } قيل : الخير هنا المنافع المذكورة قبل ، وقيل : الثواب ، والصواب العموم في خير الدنيا والآخرة { صَوَآفَّ } معناه : قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن ، وهي منصوبة على الحال من الضمير المجرور ، ووزنه فواعل ، وواحده صافة { فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا } أي سقطت إلى الأرض عند موتها ، يقال : وجب الحائط وغيره إذا سقط { ٱلْقَانِعَ } معناه السائل ، هو من قولك قنع الرجل بفتح النون : إذا سأل ، وقيل : معناه المتعفف عن السؤال ، فهو على هذا من قولك : قنع بالكسر إذا رضي بالقليل { وَٱلْمُعْتَرَّ } المعترض بغير سؤال ، ووزنه مفتعل ، يقال : اعتررت بالقوم إذا تعرّضت لهم ، فالمعنى : أطعموا من سأل ومن لم يسأل ممن تعرض بلسان حاله ، وأطعموا من تعفف عن السؤال بالكلية ، ومن تعرض للعطاء { كَذٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ } أي كما أمرناكم بهذا كله سخرناها لكم ، وقال الزمخشري : التقدير مثل التخيير الذي علمتم سخرناها لكم .