Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 118-148)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَٱفْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ } أي احكم بيننا { فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } أي المملوء { بِكُلِّ رِيعٍ } الريع المكان المرتفع وقيل الطريق { آيَةً } يعني المباني الطوال وقيل أبراج الحمام { مَصَانِعَ } جمع مصنع وهو ما أتقن صنعه من المباني ، وقيل : مأخذ الماء { أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ } الآية تفسير لقوله أمدكم بما تعلمون فأبْهَمَ أولاً ثم فسره { خُلُقُ ٱلأَوَّلِينَ } بضم الخاء واللام أي عادتهم والمعنى أنهم قالوا : ما هذا الذي عليه من ديننا إلا عادة الناس الأولين ، وقرأ [ ابن كثير والكسائي وأبو عمرو ] بفتح الخاء وإسكان اللام ، ويحتمل على هذا وجهين : أحدهما أنه بمعنى الخلقة والمعنى ما هذه الخلقة التي نحن عليها إلا خلقة الأولين ، والآخر أنها من الاختلاق بمعنى الكذب ، والمعنى ما هذا الذي جئت به إلا كذب الأولين { أَتُتْرَكُونَ } تخويف لهم معناه : أتطمعون أن تتركوا في النعم على كفركم { وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ } الطلع عنقود التمر في أول نباته قبل أن يخرج من الكم ، والهضيم : اللين الرطب ، فالمعنى طلعها يتم ويرطب ، وقيل : هو الرَّخْص أول ما يخرج ، وقيل : الذي ليس فيه نوى ، فإن قيل : لم ذكر النخل بعد ذكر الجنات ، والجنات تحتوي على النخل ؟ فالجواب : أن ذلك تجريد كقوله : { فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } [ الرحمٰن : 68 ] ، ويحتمل أنه أراد الجنات التي ليس فيها نخل ثم عطف عليها النخل .