Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 149-191)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَتَنْحِتُونَ } ذكر في [ الأعراف : 74 ] { فَارِهِينَ } قرىء بألف وبغير ألف وهو منصوب على الحال في الفاعل من تنحتون ، وهو مشتق من الفراهة وهي النشاط والكيس ، وقيل : معناه أقوياء وقيل : أشرين بطرين { مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } مبالغة في المسحورين ، وهو من السحر بكسر السين ، وقيل : من السحر بفتح السين وهي الرؤية ، والمعنى على هذا إنما أنت بشر { لَّهَا شِرْبٌ } أي حظ من الماء { فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ } لما تغيرت ألوانهم حسبما أخبرهم صالح عليه السلام ندموا حين لا تنفعهم الندامة { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } التي ماتوا منها وهي العذاب المذكور هنا { مِّنَ ٱلْقَالِينَ } أي من المبغضين ، وفي قوله : ( قال ومن القالين ) : ضرب من ضروب التجنيس { مِمَّا يَعْمَلُونَ } أي نجّني من عقوبة عملهم أو اعصمني من عملهم ، والأول أرجح { إِلاَّ عَجُوزاً } يعني امرأة لوط { فِي ٱلْغَابِرِينَ } ذكر في [ الأعراف : 83 ] وكذلك { وَأَمْطَرْنَا } [ الأعراف : 84 ] { أَصْحَابُ لْئَيْكَةِ } قرىء بالهمز وخفض التاء مثل الذي في الحجر وق ، ومعناه الغيضة من الشجر ، وقرىء هنا وفي ص : بفتح اللام والتاء ، فقيل : إنه مسهل من الهمز ، وقيل إنه اسم بلدهم ، ويقوي هذا : القول بأنه على هذه القراءة بفتح التاء غير منصرف ، يدل على ذلك أنه اسم علم ، وضعّف ذلك الزمخشري ، وقال : إن الأيكة اسم لا يعرف { إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ } لم يقل هنا أخوهم كما قال في قصة نوح وغيره ، وقيل : إن شعيباً بعث إلى مدين ، وكان من قبيلتهم ، فلذلك قال : { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً } ، وبعث أيضاً إلى أصحاب الأيكة ولم يكن منهم ، فلذلك لم يقل أخوهم ، فكان شعيباً على هذا مبعوثاً إلى القبيلتين وقيل : إن أصحاب الأيكة مدين ، ولكنه قال أخوهم حين ذكرهم باسم قبيلتهم ، ولم يقل أخوهم حين نسبهم إلى الأيكة التي هلكوا فيها تنزيهاً لشعيب عن النسبة إليها { مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } أي من الناقصين للكيل والوزن { بِٱلْقِسْطَاسِ } الميزان المعتدل { وَٱلْجِبِلَّةَ } يعني القرون المتقدمة { عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ } هي سحابة من نار أحرقتهم ، فأهلك الله مدين بالصيحة ، وأهلك أصحاب الأيكة بالظلة ، فإن قيل : لم كرر قوله : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } مع كل قصة ؟ فالجواب : أن ذلك أبلغ في الاعتبار ، وأشدّ تنبيهاً للقلوب وأيضاً فإن كل قصة منها كأنها كلام قائم مستقل بنفسه ، فختمت بما ختمت به صاحبتها .