Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 91-116)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } يعني المشركين بدلالة ما بعده { فَكُبْكِبُواْ فِيهَا } كبكبوا : مضاعف من كب كررت حروفه دلالة على تكرير معناه : أي كبهم الله في النار مرة بعد مرة ، والضمير للأصنام ، والغاوون هم المشركون ، وقيل : الضمير للمشركين ، والغاوون هم الشياطين { نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أي نجعلكم سواء معه { وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } يعني كبراءهم ، وأهل الجرم والجراءة منهم { حَمِيمٍ } أي خالص الودّ ، قال الزمخشري : جمع الشفعاء ووحد الصديق لكثرة الشفعاء في العادة ، وقلة الأصدقاء { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } أسند الفعل إلى القوم ، وفيه علامة التأنيث ، لأن القوم في معنى الجماعة والأمة ، فإن قيل : كيف قال المرسلين بالجمع وإنما كذبوا نوحاً وحده ؟ فالجواب من وجهين : أحدهما أنه أراد الجنس كقولك : فلان يركب الخيل وإنما لم يركب إلا فرساً واحداً والآخر أن من كذب نبياً واحداً فقد كذب جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، لأن قولهم واحد ودعوتهم سواء ، وكذلك الجواب في : كذبت عاد المرسلين وغيره { وَٱتَّبَعَكَ ٱلأَرْذَلُونَ } جمع أرذل ، وقد تقدّم الكلام عليه في قوله { أَرَاذِلُنَا } في [ هود : 27 ] { وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } يعني الذين سموهم أرذلين ، فإنّ الكفار أرادوا من نوح أن يطردهم ، كما أرادت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرد عمار بن ياسر وصهيباً وبلالاً وأشباههم من الضعفاء { ٱلْمَرْجُومِينَ } يحتمل أن يريدوا الرجم بالحجارة ، أو بالقول وهو الشتم .