Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 192-212)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } الضمير للقرآن { ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ } يعني جبريل عليه السلام { عَلَىٰ قَلْبِكَ } إشارة إلى حفظه إياه لأن القلب هو الذي يحفظ { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ } يعني كلام العرب هو متعلق بنزل أو المنذرين { وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَ } المعنى أن القرآن مذكور في كتب المتقدّمين ففي ذلك دليل على صحته ثم أقام الحجة على قريش بقوله { أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } بأنه من عند الله آية لكم وبرهان ، والمراد من أسلم من بني إسرائيل : كعبد الله بن سلام وقيل : الذين كانوا يبشرون بمبعثه عليه الصلاة والسلام { وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ ٱلأَعْجَمِينَ } الآية جمع أعجم ، وهو الذي لا يتكلم سواء كان إنساناً أو بهيمة أو جماداً والأعجمي : المنسوب إلى [ العجم أي غير العرب ] وقيل : بمعنى الأعجم ، ومعنى الآية : أن القرآن لو نزل على من لا يتكلم ، ثم قرأه عليهم لا يؤمنوا لإفراط عنادهم ، ففي ذلك تسلية للنبيّ صلى الله عليه وسلم على كفرهم به مع وضوح برهانه { كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ } معنى { سَلَكْنَاهُ } . أدخلناه ، والضمير للتكذيب الذي دل عليه ما تقدم من الكلام ، أو القرآن أي سلكناه في قلوبهم مكذباً به ، وتقدير قوله : { كَذَلِكَ } مثل هذا السلك سلكناه ، و { ٱلْمُجْرِمِينَ } : يحتمل أن يريد به قريشاً أو الكفار المتقدمين و { لاَ يُؤْمِنُونَ } : تفسير للسلك الذي سلكه في قلوبهم { فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } تمنوا أن يؤخروا حين لم ينفعهم التمني { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } توبيخ لقريش على استعجالهم بالعذاب في قولهم : { وَأَلْقِ عَصَاكَ } [ النمل : 10 ] { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } [ الأنفال : 32 ] وشبه ذلك { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ } المعنى أن مدّة إمهالهم لا تغني مع نزول العذاب بعدها ، وإن طالت مدة سنين ، لأن كل ما هو آت قريب ، قال بعضهم { سِنِينَ } يريد به عمر الدنيا { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } المعنى أن الله لم يهلك قوماً إلا بعد أن أقام الحجة عليهم بأن أرسل إليهم رسولاً فأنذرهم فكذبوه { ذِكْرَىٰ } منصوب على المصدر من معنى الإنذار ، أو على الحال من الضمير من منذرون ، أو على المفعول من أجله ، أو مرفوع على أنه خبر ابتداء مضمر { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ ٱلشَّيَاطِينُ } الضمير للقرآن ، وهو ردّ على من قال أنه كهانة نزلت به الشياطين على محمد { وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ } أي ما يمكنهم ذلك ولا يقدرون عليه ، ولفظ : { مَا يَنبَغِي } تارة يستعمل بمعنى لا يمكن وتارة بمعنى لا يليق { إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ } تعليل لكون الشياطين لا يستطيعون الكهانة ، لأنهم منعوا من استراق السمع منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد كان أمر الكهان كثيراً منتشراً قبل ذلك .