Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 69-73)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَدَّت طَّآئِفَةٌ } هم اليهود ، دعوا حذيفة وعماراً ومعاذاً إلى اليهودية { وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ } أي لا يعود وبال الإضلال إلا عليهم { وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } أي تعلمون أن محمداً صلى الله عليه وسلم نبي { لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ } أي تخلطون : والحق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والباطل الكفر به { آمِنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ } كان قوم من اليهود لعنهم الله أظهروا الإسلام أول النهار ، ثم كفروا آخره ليخدعوا المسلمين فيقولوا : ما رجع هؤلاء إلاّ عن علم ، وقال السهيلي : إنّ هذه الطائفة هم عبد الله بن الصيف ، وعدي بن زيد ، والحارث بن عوف { أَن يُؤْتَىۤ أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ } يحتمل أن يكون من تمام الكلام ؛ الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله متصلاً بقوله : إن الهدى هدى الله وأن يكون من كلام أهل الكتاب فيكون متصلاً بقولهم : ولا تؤمنوا إلاّ لمن تبع دينكم ، ويكون إنّ الهدى اعتراضاً بين الكلامين ، فعلى الأول يكون المعنى : كراهة أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم وقلتم ما قلتم ، ودبرتم ما دبرتم من الخداع ، فموضع أن يؤتى مفعول من أجله ، أو منصوب بفعل مضمر تقديره : فلا تنكروا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من الكتاب والنبوة ، وعلى الثاني فيكون المعنى : لا تؤمنوا ، أي لا تقروا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم { إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ } واكتموا ذلك على من لم يتبع دينكم لئلا يدعوهم إلى الإسلام ، فموضع أن يؤتى مفعول بتؤمنوا المضمن معنى تقروا ، ويمكن أن يكون في موضع المفعول من أجله : أي لا تؤمنوا إلاّ لمن تبع دينكم كراهية أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم { أَوْ يُحَآجُّوكُمْ } عطف على أن يؤتى ، وضمير الفاعل للمسلمين ، وضمير المفعول لليهود { إِنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ } ردّ على اليهود في قولهم : لم يؤت أحداً مثل ما أوتي بنو إسرائيل من النبوة والشرف .