Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 66-69)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ } الآية معناها لو فرض عليهم ما فرض على من كان قبلهم من المشقات لم يفعلوها ، لقلة انقيادهم إلاّ القليل منهم الذين هم مؤمنون حقاً ، وقد روي أن من هؤلاء القليل أبو بكر وعمر وابن مسعود وعمار بن ياسر وثابت بن قيس { إِلاَّ قَلِيلٌ } بالرفع بدل من المضمر ، وقرأ ابن عامر وحده بالنصب على أصل الاستثناء أو على إلاّ فعلاً قليلاً { مَا يُوعَظُونَ بِهِ } من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته والانقياد له { وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً } أي تحقيقاً لإيمانهم { وَإِذاً لأَتَيْنَٰهُم } جواب لسؤال مقدر عن حالهم لو فعلوا ذلك { فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } ثواب على الطاعة أي هم معهم في الجنة ، وهذه الآية مفسرة لقوله تعالى : { صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } [ الفاتحة : 7 ] والصدِّيق فِعِّيل من الصدق ، ومن التصديق ، والمراد به المبالغة ، والصدّيقون أرفع الناس درجة بعد الأنبياء ، والشهداء المقتولون في سبيل الله ، ومن جرى مجراهم من سائر الشهداء ، كالغريق وصاحب الهدم حسبما ورد في الحديث أنهم سبعة { وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً } الإشارة إلى الأصناف الأربعة المذكورة ؛ والرفيق يقع على الواحد والجماعة كالخليط ، وهو مفرد بيّن الجنس ، ومعنى الكلام إخبار واستدعاء للطاعة التي ينال بها مرافقة هؤلاء .