Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 93-94)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَٰلِداً فِيهَا } الآية : نزلت بسبب مِقْيَس بن صبابة كان قد أخذ دية أخيه هشام المقتول خطأ ، ثم قتل رجلاً من القوم الذين قتلوا أخاه وارتدّ مشركاً ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله والمعتمد عند الجمهور هو الذي يقصد القتل بحديدة أو حجر أو عصا أو غير ذلك ، وهذه الآية معطلة على مذهب الأشعرية وغيرهم ممن يقول : لا يخلد عصاة المؤمنين في النار ، واحتج بها المعتزلة وغيرهم ممن يقول بتخليد العصاة في النار لقوله : خالداً فيها وتأولها الأشعرية بأربعة أوجه : أحدها : أن قالوا إنها في الكافر إذا قتل مؤمناً ، والثاني : قالوا معنى المتعمد هنا المستحل للقتل ، وذلك يؤول إلى الكفر ، والثالث : قالوا الخلود فيها ليست بمعنى الدوام الأبدي ، وإنما هو عبارة عن طول المدة ، والرابع : أنها منسوخة بقوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ } [ النساء : 116 ] وأما المعتزلة فحملوها على ظاهرها ورأوا أنها ناسخة لقوله : { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ } [ النساء : 116 ] ، واحتجوا على ذلك بقول زيد بن ثابت نزلت الشديدة بعد الهينة وبقول ابن عباس : الشرك والقتل من مات عليهما خلد ، وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل ذنب عسى الله أن يغفره ، إلاّ الرجل يموت كافراً أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً " وتقتضي الآية وهذه الآثار أن للقتل حكماً يخصه من بين سائر المعاصي ، واختلف الناس في القاتل عمداً إذا تاب ، هل تقبل توبته أم لا ؟ وكذلك حكى ابن رشد الخلاف في القاتل إذا اقتص منه هل يسقط عنه العقاب في الآخرة أم لا ؟ والصحيح أنه يسقط عنه ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أصاب ذنباً فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة " وبذلك قال جمهور العلماء { ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي سافرتم في الجهاد { فَتَبَيَّنُواْ } من البيان وقرأ حمزة والكسائي بالثاء المثلثة من الثبات والتفعل فيها بمعنى الاستفعال أي اطلبوا بيان الأمر وثبوته { أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلٰمَ } بغير ألف أي انقاد وألقى بيده ، وقرأ نافع وغيره السلام بمعنى التحية ، ونزلت في سرية لقيت رجلاً فسلم عليهم ، وقال : لا إلٰه إلا الله محمد رسول الله ، فحمل عليه أحدهم فقتله ، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان القاتل علم بن جثامة والمقتول عامر بن الأغبط ، وقيل : القاتل أسامة بن زيد والمقتول مرداس بن نهيك { تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا } يعني الغنيمة ، وكان للرجل المقتول غنم { فَعِنْدَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ } وعد وتزهيد في غنيمة من أظهر الإسلام { كَذٰلِكَ كُنْتُمْ مِّن قَبْلُ } قيل : معناه كنتم كفاراً فهداكم الله للإسلام ، وقيل : كنتم تخفون إيمانكم من قومكم { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } بالعزة والنصر حتى أظهرتموه .