Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 116-116)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } قال ابن عباس والجمهور : هذا القول يكون من الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ، ليرى الكفار تبرئة عيسى مما نسبوه إليه ، ويعلمون أنهم كانوا على باطل ، وقال السدّي : لما رفع الله عيسى إليه قالت النصارى ما قالوا ، وزعموا ان عيسى أمرهم بذلك ، وسأل الله حينئذ عن ذلك ، فقال : سبحانك الآية ، فعلى هذا يكون إذ قال ماضياً في معناه كما هو لفظه ، وعلى قول ابن عباس يكون بمعنى المستقبل { مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ } نفي يعضده دليل العقل ؛ لأن المحدّث لا يكون إلهاً { إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ } اعتذار وبراءة من ذلك القول ، ووكل العلم إلى الله لتظهر براءته ، لأن الله علم أنه لم يقل ذلك { تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ } أي تعلم معلومي ولا أعلم معلومك ، ولكنه سلك باللفظ مسلك المشاكلة ، فقال في نفسك مقابلة لقوله في نفسي ، وبقية قوله تعظيماً لله ، وإخبار بما قال الناس في الدنيا .