Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 2-2)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ } قيل : هي مناسك الحج ، كان المشركون يحجون ويعتمرون ، فأراد المسلمون أن يغيروا عليهم فقيل لهم : لا تحلوا شعائر الله : أي لا تغيروا عليهم ولا تصدّوهم وقيل : هي الحرَم ، وإحلاله الصيد فيه ، وقيل هي ما يحرم على الحاج من النساء والطيب والصيد وغير ذلك ، وإحلاله : فعله { وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ } قيل : هو جنس الأشهر الحرام الأربعة ، وهي رجب وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرّم ، وقيل أشهر الحج ، وهي : شوال ، وذو القعدة وذو الحجة ، وإحلالها هو : القتال فيها وتغيير حالها ، { وَلاَ ٱلْهَدْيَ } هو ما يهدى إلى البيت الحرام من الأنعام ، ويذبح تقرّباً إلى الله فنهى الله أن يستحل بأن يغار عليه ، أو يصد عن البيت { وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ } قيل : هي التي تعلق في أعناق الهدي ، فنهى عن التعرّض لها ، وقيل : أراد ذوات القلائد من الهدي وهي البُدن وجدّدها بالذكر بعد دخولها في الهدي اهتماماً بها وتأكيداً لأمرها { وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ } أي قاصدين إلى البيت لحج أو عمرة ، ونهى الله عن الإغارة عليهم أو صدّهم عن البيت ، ونزلت الآية على ما قال السهيلي بسبب الحطم البكري واسمه : شُريح بن ضبيعة أخذته خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقصد إلى الكعبة ليعتمر ، وهذا النهي عن إحلال هذه الأشياء : عام في المسلمين والمشركين ، ثم نسخ النهي عن قتال المشركين بقوله : { فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [ التوبة : 5 ] وبقوله : { فَلاَ يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ } [ التوبة : 28 ] وبقوله : { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَٰجِدَ الله } [ التوبة : 17 ] { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَٰناً } الفضل : الربح في التجارة ، والرضوان : الرحمة في الدنيا والآخرة { وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ } أي إذا حللتم من إحرامكم بالحج فاصطادوا إن شئتم ، فالأمر هنا إباحة بإجماع { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ } معنى لا يجرمنكم : لا يكسبنكم ، يقال : جرم فلان فلاناً هذا الأمر إذا أكسبه إياه وحمله عليه ، والشنآن : هو البغض والحقد ، ويقال : بفتح النون وإسكانها ، وأن صدوكم : مفعول من أجله ، وأن تعتدوا : مفعول ثان ليجرمنكم ، ومعنى الآية : لا تحملنكم عداوة قوم على أن تعتدوا عليهم من أجل أن صدوكم عن المسجد الحرام ، ونزلت عام الفتح حين ظفر المسلمون بأهل مكة فأرادوا أن يستأصلوهم بالقتل ، لأنهم كانوا قد صدوهم عن المسجد الحرام عام الحديبية ، فنهاهم الله عن قتلهم ، لأن الله علم أنهم يؤمنون { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ } وصية عامة ، والفرق بين البرّ والتقوى أن البرّ عام في فعل الواجبات والمندوبات وترك المحرمات ، وفي كل ما يقرب إلى الله ، والتقوى في الواجبات وترك المحرمات دون فعل المندوبات فالبر أعم من التقوى { وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ } الفرق بينهما أن الإثم كل ذنب بين العبد وبين الله أو بينه وبين الناس ، والعدوان على الناس .