Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 3-3)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ } تقدّم الكلام عليها في [ البقرة : 173 ] { وَٱلْمُنْخَنِقَةُ } هي التي تخنق بحبل وشبهه { وَٱلْمَوْقُوذَةُ } هي المضروبة بعصا أو حجر وشبهه ، { وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ } هي التي تسقط من جبل أو شبه ذلك ، { وَٱلنَّطِيحَةُ } هي التي نطحتها بهيمة أخرى { وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ } أي أكل بعضه ، والسبع كل حيوان مفترس : كالذئب والأسد والنمر والثعلب والعقاب والنسر { إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ } قيل إنه استثناء منقطع ، وذلك إذا أريد بالمنخنقة وأخواتها : ما مات من الاختناق والوقذ والتردية والنطح وأكل السبع ، والمعنى : حرمت عليكم هذه الأشياء ، لكن ما ذكيتم من غيرها ، فهو حلال ، وهذا قول ضعيف ، لأنها إن ماتت بهذه الأسباب ، فهي ميتة فقد دخلت في عموم الميتة فلا فائدة لذكرها بعدها ، وقيل : إنه استثناء متصل ، وذلك إن أريد بالمنخنقة وأخواتها ما أصابته تلك الأسباب وأدركت ذكاته ، والمعنى على هذا : إلى ما أدركتم ذكاتها من هذه الأشياء فهو حلال ، ثم اختلف أهل هذا القول هل يشترط أن تكون لم تنفذ مقالتها أم لا ؟ وأما إذا لم تشرف على الموت من هذه الأسباب ، فذكاتها جائزة باتفاق { وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ } عطف على المحرمات المذكورة ، والنصب حجارة كان أهل الجاهلية يعظمونها ويذبحون عليها ، وليست بالأصنام لأن الأصنام مصوّرة والنصب غير مصوّرة وهي الأنصاب ، والمفرد نصاب ، وقد قيل : إن النصب بضمتين مفرد ، وجمعه أنصاب { وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلٰمِ } عطف على المحرمات أيضاً . والاستقسام هو طلب ما قسم له ، والأزلام هي الهسام . واحدها زلم بضم الزاي وفتحها ، وكانت ثلاثة قد كتب على أحدها : افعل : وعلى الآخر : لا تفعل ، والثالث : مهمل ، فإذا أراد الإنسان أن يعمل أمراً جعلها في خريطة كيس ، وأدخل يده وأخرج أحدها ، فإن خرج له الذي فيه افعل : فعل ما أراد ، وإن خرج له الذي فيه لا تفعل تركه ، وإن خرج المهمل أعاد الضرب { ذٰلِكُمْ فِسْقٌ } الإشارة إلى تناول المحرمات المذكورة كلها ، أو إلى الاستقسام بالأزلام ، وإنما حرمه الله وجعله فسقاً : لأنه دخول في علم الغيب الذي انفرد الله به ، فهو كالكهانة وغيرها مما يرام به الاطلاع على الغيوب { ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ } أي يئسوا أن يغلبوه ويطلبوه ، ونزلت بعد العصر من يوم الجمعة يوم عرفة في حجة الوداع ، . فذلك هو اليوم المذكور لظهور الإسلام فيه وكثرة المسلمين ، ويحتمل أن يكون الزمان الحاضر لا اليوم بعينه { ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } هذا الإكمال يحتمل أن يكون بالنصر والظهور أو بتعليم الشرائع وبيان الحلال والحرام { فَمَنِ ٱضْطُرَّ } راجع إلى المحرمات المذكورة قبل هذا ، أباحها الله عند الاضطرار { فِي مَخْمَصَةٍ } في مجاعة { غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ } هذا بمعنى غير باغ ولا عاد وقد تقدم في البقرة { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } قام مقام فلا جناح عليه ، وتضمن زيادة الوعد .