Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 41-41)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ } الآية : خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم على وجه التسلية { مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ } هم المنافقون { وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ } يحتمل أن يكون عطفا على الذين قالوا آمنا ، ثم يكون سماعون استئناف إخبار عن الصنفين المنافقين واليهود ، ويحتمل أن يكون من الذين هادوا : استئنافاً منقطعاً مما قبله ، وسماعون راجع إليهم خاصة { سَمَّٰعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ } أي سماعون كلام قوم آخرين من اليهود الذين لا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لإفراط البغضة والمجاهرة بالعداوة ، فقوله : لم يأتوك صفة لقوم آخرين ، والمراد بالقوم الآخرين يهود خيبر ، والسماعون للكذب بنو قريظة { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } [ النساء : 46 ] أي يبدلونه من بعد أن يوضع في موضعه ، وقصدت به وجوهه القويمة ، وذلك من صفة اليهود { يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا فَخُذُوهُ } نزلت بسبب أن يهودياً زنى بيهودية ؛ فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود على حد الزاني عندهم فقالوا : نجلدهما ونحمم وجوههما . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في التوراة الرجم ، فأنكروا ذلك ، فأمرهم أن يأتوا بالتوراة فقرأوها ، فجعل أحدهم يده على آية الرجم ، فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع ، فإذا آية الرجم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باليهودي واليهودية فرجما ، فمعنى قولهم إن أوتيتم هذا فخذوه : إن أوتيتم هذا الذي ذكرتم من الجَلْد والتحميم تسويد الوجه بالقار فخذوه واعملوا به ، وإن لم تؤتوه أفتاكم محمد صلى الله عليه وسلم بغيره فاحذروا { فِتْنَتَهُ } أي ضلالته في الدنيا أو عذابه في الآخرة { فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ } الذلة والمسكنة والجزية .