Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 3-4)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً } أي بعضها فوق بعض ، والطباق مصدر وصفت به السمٰوات ، أو على حذف مضاف تقديره : ذوات طباق وقيل : إنه جمع طبقة . { مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ } أي : من قلة تناسب وخروج عن الإتقان ، والمعنى أن خلقة السمٰوات في غاية الإتقان وقيل ؛ أراد خلقة جميع المخلوقات ، ولا شك أن جميع المخلوقات متقنة ، ولكن تخصيص الآية بخلقة السمٰوات أظهر لورودها بعد قوله { خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً } ، فبان قوله : ما ترى في خلق الرحمٰن من تفاوت ، بيان وتكميل ما قبله ، والخطاب في قوله : ما ترى وارجع البصر وما بعده للنبي صلى الله عليه وسلم ، أو لكل مخاطب ليعتبر { فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ } الفطور الشقوق جمع فطر ، وهو الشق . وإرجاع البصر : ترديده في النظر ، ومعنى الآية : الأمر بالنظر إلى السماء فلا يرى فيها شقاق ولا خلل بل هي ملتئمة مستوية { ثُمَّ ارجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ } أي انظر نظراً بعد نظر للتثبت والتحقق ، وقال الزمخشري : معنى التثنية في كرتين التكثير لا مرتين خاصة . كقولهم : لبيك فإن معناه إجابات كثيرة { يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ } الخاسئ هو المبعد عن الشيء الذي طلبه ، والحسير هو الكليل الذي أدركه التعب ، فمعنى الآية أنك إذا نظرت إلى السماء مرة بعد مرة لترى فيها شقاقاً أو خلالاً رجع بصرك ولم تر شيئاً من ذلك ؛ فكأنه خاسئ لأنه لم يحصل له ما طلب من رؤية الشقاق والخلل ، وهو مع ذلك كليل من شدة النظر وكثرة التأمل .