Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 11-14)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً النضرة : التنعم . وهذا في مقابلة عبوس الكافر . وقوله : وقاهم ولقاهم من أدوات البيان { بِمَا صَبَرُواْ } أي بصبرهم على الجوع وإيثار غيرهم على أنفسهم ، حسبما ذكرنا من قصة علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وقد ذكرنا الأرائك { لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً } عبارة عن اعتدال هوائها أي ليس فيها حر ولا برد ، والزمهرير هو البرد الشديد ، وقيل : هو القمر بلغة طيء ، والمعنى على هذا أن للجنة ضياء فلا يحتاج فيها إلى الشمس ولا القمر { وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا } معناه أن ظلال الأشجار متدلية عليهم قريبة منهم ، وإعراب دانية معطوف على متكئين ، وقال الزمخشري : هو معطوف على الجملة التي قبلها وهي : لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً ، لأن هذه الجملة في حكم المفرد تقديره : غير رائين فيها شمساً ولا زمهريراً ودانية ، ودخلت الواو للدلالة على أن الأمرين يجتمعان لهم ، أي جامعين بين البعد عن الحر والبرد وبين دنو الظلال ، وقيل : هو صفة لجنة عطف بالواو كقولك : فلان عالم وصالح . وقيل : هو معطوف عليها أي وجنة أخرى دانية عليهم ظلالها { وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } القطوف جمع قطف وهو العنقود من النخل والعنب ، وشبه ذلك ، وتذليلها هو أن تتدلى إلى الأرض ، ورُوي أن أهل الجنة يقطعون الفواكه على أي حال كانوا من قيام أو جلوس أو اضطجاع ، لأنها تتدلى لهم كما يريدون ، وهذه الجملة في موضع الحال من دانية ، أي دانية في حال تذليل قطوفها أو معطوفة عليها .