Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 8-10)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ } نزلت هذه الآية وما بعدها في عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم فإنهم كانوا صائمين فلما وضعوا فطورهم ليأكلوه جاء مسكين فرفعوه له ، وباتوا طاوين وأصبحوا صائمين ، فلما وضعوا فطورهم جاء يتيم فدفعوه له ، وباتوا طاوين وأصبحوا صائمين فلما وضعوا فطورهم جاء أسير فدفعوه له ، وباتوا طاوين ، والآية على هذا مدنية لأن علياً إنما تزوج فاطمة بالمدينة ، وقيل : إنما هي مكية وليست في علي { عَلَىٰ حُبِّهِ } الضمير للطعام أي يطعمونه مع حبه والحاجة إليه فهو كقوله : { لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } [ آل عمران : 92 ] وقوله : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } [ الحشر : 9 ] ففي قوله على حبه تتميم وهو من أدوات البيان ، وقيل : الضمير لله ، وقيل : للإطعام المفهوم من يطعمون والأول أرجح وأظهر { مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } قد ذكرنا المسكين واليتيم وأما الأسير ففيه خمسة أقوال ؛ أحدها أن الأسير الكافر بين المسلمين ففي إطعامه أجر لأنه : " في كل ذي كبد رطبة أجر " وقيل نسخ ذلك بالسيف ، والآخر : أنه الأسير المسلم إذا خرج من دار الحرب لطلب الفدية ، والثالث أنه المملوك الرابع : أنه المسجون ، الخامس : أنه المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساء خيراً لأنهن عوانٍ عندكم " وهذا بعيد والأول أرجح ؛ لأنه روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالأسير المشرك فيدفعه إلى بعض المسلمين ويقول له : أحسن إليه { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ } عبارة عن الإخلاص لله ، ولذلك فسروه وأكدوه بقولهم : { لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً } والشكور مصدر كالشكر ويحتمل أنهم قالوا هذا الكلام بألسنتهم ، أو قالوا في نفوسهم ، فهو عبارة عن النية والقصد { يَوْماً عَبُوساً } وَصْفُ اليوم بالعبوس مجاز على وجهين : أحدهما : أن يوصف اليوم بصفة أهله كقولهم : نهاره صائم وليله قائم . ورُوي أن الكافر يعبس يومئذ حتى يسيل الدم من عينيه مثل القطران ، والآخر : يشبَّه في شدّته بالأسد العبوس { قَمْطَرِيراً } قال ابن عباس : معناه طويل ، وقيل : شديد .