Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 3-7)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ } أي سبيل الخير والشر ولذلك قسم الإنسان إلى قسمين شاكراً أو كفوراً وهما حالان من الضمير في هديناه ، والهدى هنا بمعنى : بيان الطريقين ، وموهبة العقل الذي يميز به بينهما ، ويحتمل أن يكون بمعنى الإرشاد ، أي هدى المؤمن للإيمان والكافر للكفر . { قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ } [ النساء : 78 ] { سَلاَسِلاَ } من قرأه بغير تنوين فهو الأصل إذ هو لا ينصرف ، لأنه جمع لا نظير له في الآحاد . ومن قرأه بالتنوين فله ثلاث توجيهات : أحدها أنها لغة لبعض العرب يصرفون كل ما لا ينصرف إلا ما كان على وزن أفعل ، والآخر : أن النون بدل من حرف الاطلاق ، وأجرى الوصل مجرى الوقف ، والثالث : أن يكون صاحب هذه القراءة راوية للشعر ، قد عوّد لسانه صرف ما لا ينصرف فجرى على ذلك { ٱلأَبْرَارَ } جمع بار أو برّ ، ومعناه العاملون بالبر وهو غاية التقوى والعمل الصالح حتى قال بعضهم : الأبرار هم الذين لا يؤذون الذر { مِن كَأْسٍ } ذكر في [ الصافات : 45 ] معنى الكاس ومن هنا يحتمل أن تكون للتبعيض أو لابتداء الغاية { مِزَاجُهَا كَافُوراً } أي تمزج الخمر بالكافور ، وقيل : المعنى أنه كافور في طيب رائحته كما تمدح طعاماً فتقول هذا مسك { عَيْناً } بدل من كافوراً على القول بأن الخمر تمزج بالكافور ، أو بدل من موضع من كأس على القول الآخر ، كأنه قال : يشربون خمراً خمر عين ، وقيل : هو مفعول يشربون وقيل منصوب بإضمار فعل { يَشْرَبُ بِهَا } قال ابن عطية : الباء زائدة والمعنى يشربها . وهذا ضعيف ؛ لأن الباء إنما تزاد في مواضع ليس هذا منها ، وإنما هي كقولك : شربت الماء بالعسل لأن العين المذكورة تمزج بها الكأس من الخمر { عِبَادُ ٱللَّهِ } وصفهم بالعبودية ، وفيه معنى التشريف والاختصاص ، كقوله : { وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً } [ الفرقان : 63 ] { يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } أي يفجرونها حيث شاؤوا من منازلهم تفجيراً سهلاً لا يصعب عليهم ، وفي الأثر أن في قصر النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة عيناً تفجر إلى قصور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والمؤمنين { مُسْتَطِيراً } أي منتشراً شائعاً ، ومنه استطار الفجر : إذا انشق ضوؤه .