Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 81, Ayat: 6-14)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } فيه ثلاثة أقوال : أحدها ملئت وفجر بعضها إلى بعض حتى تعود بحراً واحداً ، والآخر مُلئت نيراناً لتعذيب أهل النار ، والثالث فرغت من مائها ويبست . وأصله من سَجْرتُ التنور إذا ملأتها ، فالقول الأول والثاني أليق بالأصل . والأول والثالث موافق لقوله " فجرت " { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } فيه ثلاثة أقوال : أحدها أن التزويج بمعنى التنويع لأن الأزواج هي الأنواع ، فالمعنى جعل الكافر مع الكافر والمؤمن مع المؤمن ، والثاني : زوجت نفوس المؤمنين بزوجاتهم من الحور العين ، والثالث : زوجت الأرواح والأجساد أي ردت إليها عند البعث الأول هو الأرجح ، لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر بن الخطاب وابن عباس { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } الموؤدة هي البنت التي كان بعض العرب يدفنها حية من كراهته لها ، ومن غيرته عليها فتسأل يوم القيامة بأي ذنب قتلت على وجه التوبيخ لقاتلها ، وقرأ ابن عباس : { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } بضم القاف وسكون اللام وضم التاء ، واستدل ابن عباس بهذه الآية على أن أولاد المشركين في الجنة لأن الله ينتصر لهم ممن ظلمهم { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } هي صحف الأعمال تنشر ليقرأ كل أحد كتابه ، وقيل : هي الصحف التي تتطاير بالأيمان والشمائل بالجزاء { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } الكشط هو التقشير كما يكشط جلدة الشاة حين تسلخ ، وكشط السماء هو طيها كطي السجل قاله ابن عطية ، وقيل : معناه كشفت وهذا أليق بالكشط { وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } أي أوقدت وأحميت . { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } أي قربت { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } هذا جواب إذا المكررة في المواضع قبل هذا ، ومعناه علمت كل نفس ما أحضرت من عمل ، فلفظ النفس مفرد يراد به الجنس والعموم وقال ابن عطية : إنما أفردها ليبين حقارتها وذلتها ، وقال الزمخشري : هذا من عكس كلامهم الذي يقصد به الإفراط فيما يعكس عنه { رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ الحجر : 2 ] ومعناه التكثير ، وكذلك هنا معناه أعم الجموع { مَّآ أَحْضَرَتْ } عبارة عن الحسنات والسيئات .