Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 2-5)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ } حذف مفعول خلق وسوّى لقصد الإجمال الذي يفيد العموم والمراد خلق كل شيء فسوّاه ، أي اتقن خلقته وانظر ما ذكرنا في قوله : { فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } [ الانفطار : 7 ] { وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ } قدّر بالتشديد يحتمل أن يكون من القدر والقضاء ، أو من التقدير ، والموازنة بين الأشياء ، وقرأ الكسائي بالتخفيف فيحتمل أن يكون من القدرة أو التقدير ، وحذف المفعول ليفيد العموم . فإن كان من التقدير فالمعنى : قدّر لكل حيوان ما يصلحه فهداه إليه وعرّفه وجه الانتفاع به ، وقيل : هدى الناس للخير والشر والبهائم للمراتع ، وهذه الأقوال أمثلة والأول أعم وأرجح ، فإن هداية الإنسان وسائر الحيوانات إلى مصالحها باب واسع فيه عجائب وغرائب ، وقال الفراء : المعنى هدى وأضلّ ، واكتفى بالواحدة لدلالتها على الأخرى وهذا بعيد { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ * فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ } المرعى هو النبات الذي ترعاه البهائم ، والغثاء هو النبات اليابس المحتطم ، وأحوى معناه أسود وهو صفة لغثاء ، والمعنى أن الله أخرج المرعى أخضر فجعله بعد خضرته غثاء أسود ، لأن الغثاء إذا قدم تعفن واسودّ ، وقيل : إن أحوى حال من المرعى ، ومعناه : الأخضر الذي يضرب إلى السواد ، وتقديره : الذي أخرج المرعى أحوى فجعله غثاء ، وفي هذا القول تكلف .