Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 87, Ayat: 6-8)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وعده الله أن يقرئه القرآن فلا ينساه ، وفي ذلك معجزة له عليه الصلاة والسلام ؛ لأنه كان أمياً لا يكتب ، وكان مع ذلك لا ينسى ما أقرأه جبريل عليه السلام من القرآن ، وقيل : معنى الآية كقوله : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ } [ القيامة : 16 ] الآية : فإن عليه الصلاة والسلام كان يحرك به لسانه إذا أقرأه جبريل ، خوفاً أن ينساه فضمن الله له أن لا ينساه ، وقيل : فلا تنسى نهي عن النسيان ، وقد علم الله أن ترك النسيان ليس في قدرة البشر ، فالمراد الأمر بتعاهده حتى لا ينساه . وهذا بعيد لإثبات الألف في تنسى { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } فيه وجهان : أحدهما أن معناه لا تنسى ؛ إلا ما شاء الله أن تنساه كقوله : { أَوْ نُنسِهَا } [ البقرة : 106 ] والآخر : أنه لا ينسى شيئاً ولكن قال : إلا ما شاء الله تعظيماً لله بإسناد الأمر إليه كقوله في [ الأنعام : 128 ] { خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } على بعض الأقوال وعبر الزمخشري عن هذا بأنه من استعمال التقليل في معنى النفي ، والأول أظهر فإن النسيان جائز على النبي صلى الله عليه وسلم فيما أراد الله أن يرفعه من القرآن ، أو فيما قضى الله أن ينساه ثم يذكره ، ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم " حين سمع قراءة عباد بن بشير رحمه الله : لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت قد نسّيتها " { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } عطف على سنقرؤك ومعناه نوفقك للأمور المرضية التي توجب لك السعادة ، وقيل : معناه للشريعة اليسرى من قوله عليه الصلاة والسلام : " دين الله يسر " أي سهل لا حرج فيه .