Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 11-16)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما ذكر الله سبحانه الوعيد على عدم الإيمان بالمعاد ، ذكر أن هذا العذاب من حقه أن يتأخر عن هذه الحياة الدنيا . قال القفال لما وصفهم بالغفلة أكد ذلك بأن من غاية غفلتهم أن الرسول متى أنذرهم استعجلوا العذاب ، فبيّن الله سبحانه أنه لا مصلحة في إيصال الشرّ إليهم ، فلعلهم يتوبون ويخرج من أصلابهم من يؤمن ، قيل معنى { وَلَوْ يُعَجّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُم بِٱلْخَيْرِ } لو عجل الله للناس العقوبة كما يتعجلون بالثواب والخير { لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } أي ماتوا . وقيل المعنى لو فعل الله مع الناس في إجابته إلى المكروه مثل ما يريدون فعله معهم في إجابته إلى الخير لأهلكهم . وقيل الآية خاصة بالكفار الذين أنكروا البعث ، وما يترتب عليه . قال في الكشاف وضع استعجالهم بالخير موضع تعجيله لهم الخير ، إشعاراً بسرعة إجابته وإسعافه بطلبتهم حتى كأن استعجالهم بالخير تعجيل له . والمراد أهل مكة ، وقولهم { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ ٱلسَّمَاء } الأنفال 32 الآية . قيل والتقدير ولو يعجل الله لهم الشرّ عند استعجالهم به تعجيلاً مثل تعجيله لهم بالخير عند استعجالهم به ، فحذف ما حذف لدلالة الباقي عليه . قال أبو عليّ الفارسي في الكلام حذف ، والتقدير { وَلَوْ يُعَجّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ } تعجيلاً مثل { ٱسْتِعْجَالَهُم بِٱلْخَيْرِ } ثم حذف تعجيلاً وأقام صفته مقامه ، ثم حذف صفته وأقام المضاف إليه مقامه قال هذا مذهب الخليل وسيبويه ، وهو قول الأخفش والفرّاء ، قالوا وأصله كاستعجالهم ، ثم حذف الكاف ونصب . قال الفراء كما تقول ضربت زيداً ضربك ، أي كضربك ، ومعنى { لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } لأهلكوا ، ولكنه سبحانه لم يعجل لهم الشرّ فأمهلوا . وقيل معناه أميتوا . وقرأ ابن عامر « لقضى » على البناء للفاعل ، وهي قراءة حسنة لمناسبة ذلك لقوله { وَلَوْ يُعَجّلُ ٱللَّهُ } قوله { فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } الفاء للعطف على مقدّر يدلّ عليه الكلام ، لأن قوله { وَلَوْ يُعَجّلُ ٱللَّهُ } يتضمن نفي التعجيل ، فكأنه قيل لكن لا يعجل لهم الشرّ ، ولا يقضي إليهم أجلهم ، فنذرهم الخ أي فنتركهم ونمهلهم ، والطغيان التطاول ، وهو العلوّ والارتفاع ، ومعنى { يَعْمَهُونَ } يتحيرون ، أي نتركهم يتحيرون في تطاولهم وتكبرهم ، وعدم قبولهم للحق استدراجاً لهم منه سبحانه وخذلاناً . ثم بيّن الله سبحانه أنهم كاذبون في استعجال الشرّ ، ولو أصابهم ما طلبوه لأظهروا العجز والجزع ، فقال { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَـٰنَ ٱلضُّرُّ } أي هذا الجنس الصادق على كل ما يحصل التضرر به { دَعَانَا لِجَنبِهِ } اللام للوقت ، كقوله جئته لشهر كذا ، أو في محل نصب على الحال بدلالة عطف قاعداً أو قائماً عليه ، وتكون اللام بمعنى على أي دعانا مضطجعاً { أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا } وكأنه قال دعانا في جميع الأحوال المذكورة وغيرها ، وخصّ المذكورة بالذكر لأنها الغالب على الإنسان ، وما عداها نادر كالركوع والسجود ، ويجوز أن يراد أنه يدعو الله حال كونه مضطجعاً غير قادر على القعود ، وقاعداً غير قادر على القيام ، وقائماً غير قادر على المشي ، والأوّل أولى . قال الزجاج إن تعديل أحوال الدعاء أبلغ من تعديد أحوال المضرّة ، لأنه إذا كان داعياً على الدوام ، ثم نسي في وقت الرخاء كان أعجب . قوله { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرّ مَّسَّهُ } أي فلما كشفنا عنه ضرّه الذي مسه ، كما تفيده الفاء ، مضى على طريقته التي كان عليها قبل أن يمسه الضرّ ، ونسي حالة الجهد والبلاء ، أو مضى عن موقف الدعاء والتضرّع ، لا يرجع إليه كأنه لا عهد له به ، كأنه لم يدعنا عند أن مسه الضرّ إلى كشف ذلك الضرّ الذي مسه . وقيل معنى { مَرَّ } استمرّ على كفره ، ولم يشكر ، ولم يتعظ . قال الأخفش « أن » في { كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا } هي المخففة من الثقيلة ، والمعنى كأنه انتهى . والجملة التشبيهية في محل نصب على الحال ، وهذه الحالة التي ذكرها الله سبحانه للداعي لا تختص بأهل الكفر ، بل تتفق لكثير من المسلمين ، تلين ألسنهم بالدعاء وقلبهم بالخشوع والتذلل عند نزول ما يكرهون بهم . فإذا كشفه الله عنهم غفلوا عن الدعاء والتضرّع ، وذهلوا عما يجب عليهم من شكر النعمة التي أنعم الله بها عليهم ، من إجابة دعائهم ورفع ما نزل بهم من الضرّ ، ودفع ما أصابهم من المكروه . وهذا مما يدلّ على أن الآية تعمّ المسلم والكافر ، كما يشعر به لفظ الناس ، ولفظ الإنسان ، اللهم أوزعنا شكر نعمك ، وأذكرنا الأحوال التي مننت علينا فيها بإجابة الدعاء ، حتى نستكثر من الشكر الذي لا نطيق سواه ، ولا نقدر على غيره ، وما أغناك عنه وأحوجنا إليه { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } إبراهيم 7 . والإشارة بقوله { كَذٰلِكَ زُيّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } إلى مصدر الفعل المذكور بعده كما مرّ غير مرة ، أي مثل ذلك التزيين العجيب زين للمسرفين عملهم . والمسرف في اللغة هو الذي ينفق المال الكثير لأجل الغرض الخسيس ، ومحل { كذلك } النصب على المصدرية . والتزيين هو إما من جهة الله تعالى على طريقة التحلية وعدم اللطف بهم ، أو من طريق الشيطان بالوسوسة ، أو من طريق النفس الأمارة بالسوء . والمعنى أنه زين لهم الإعراض عن الدعاء ، والغفلة عن الشكر ، والاشتغال بالشهوات . ثم ذكر سبحانه ما يجري مجرى الردع والزجر ، عما صنعه هؤلاء ، فقال { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } يعني الأمم الماضية من قبل هؤلاء الكفار المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم أي أهلكناهم من قبل زمانكم . وقيل الخطاب لأهل مكة على طريق الالتفات للمبالغة في الزجر ، و " لما " ظرف لـ { أهلكنا } أي أهلكناهم حين فعلوا الظلم بالتكذيب ، والتجاري على الرسل ، والتطاول في المعاصي من غير تأخير لإهلاكهم ، كما أخرنا إهلاككم ، والواو في { وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَاتِ } للحال بإضمار قد ، أي وقد جاءتهم رسلهم الذين أرسلناهم إليهم بالبينات ، أي بالآيات البينات الواضحات الدلالة على صدق الرسل ، وقيل الواو للعطف على { ظَلَمُواْ } والأوّل أولى ، وقيل المراد بالظلم هنا هو الشرك . والواو في { وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } للعطف على ظلموا ، أو الجملة اعتراضية . واللام لتأكيد النفي أي وما صح لهم وما استقام أن يؤمنوا لعدم استعدادم لذلك ، وسلب الألطاف عنهم { كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } أي مثل ذلك الجزاء نجزي القوم المجرمين . وهو الاستئصال الكلي لكل مجرم ، وهذا وعيد شديد لمن كان في عصره من الكفار ، أو لكفار مكة على الخصوص . ثم خاطب سبحانه الذين بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال { ثُمَّ جَعَلْنَـٰكُمْ خَلَـٰئِفَ } أي استخلفناكم في الأرض بعد تلك القرون التي تسمعون أخبارها وتنظرون آثارها ، والخلائف جمع خليفة ، وقد تقدّم الكلام عليه في آخر سورة الأنعام ، واللام في { لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } لام كي أي لكي ننظر كيف تعملون من أعمال الخير أو الشرّ ، و { كَيْفَ } في محل نصب بالفعل الذي بعده أي لننظر أيّ عمل تعملونه ، أو في محل نصب على الحالية ، أي على أيّ حالة تعملون الأعمال اللائقة بالاستخلاف . ثم حكى الله سبحانه نوعاً ثالثاً من تعنتهم وتلاعبهم بآيات الله ، فقال { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُنَا بَيّنَاتٍ } وفيه التفات من الخطاب إلى الغيبة إعراضاً عنهم ، والمراد بالآيات الآيات التي في الكتاب العزيز أي وإذا تلا التالي عليهم آياتنا الدالة على إثبات التوحيد ، وإبطال الشرك ، حال كونها بينات أي واضحات الدلالة على المطلوب { قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا } وهم المنكرون للمعاد ، وقد تقدّم تفسيره قريباً أي قالوا لمن يتلوها عليهم ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم { ٱئْتِ بِقُرْءانٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدّلْهُ } طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمعوا ما غاظهم فيما تلاه عليهم من القرآن من ذمّ عبادة الأوثان ، والوعيد الشديد لمن عبدها أحد أمرين إما الإتيان بقرآن غير هذا القرآن مع بقاء هذا القرآن على حاله ، وإما تبديل هذا القرآن بنسخ بعض آياته ، أو كلها ، ووضع أخرى مكانها مما يطابق إرادتهم ويلائم غرضهم ، فأمره الله أن يقول في جوابهم { مَا يَكُونُ لِى } أي ما ينبغي لي ، ولا يحلّ لي ، أن أبدّله من تلقاء نفسي فنفى عن نفسه أحد القسمين ، وهو التبديل لأنه الذي يمكنه لو كان ذلك جائزاً ، بخلاف القسم الآخر وهو الإتيان بقرآن آخر ، فإن ذلك ليس في وسعه ولا يقدر عليه . وقيل إنه صلى الله عليه وسلم نفى عن نفسه أسهل القسمين ليكون دليلاً على نفي أصعبهما بالطريق الأولى ، وهذا منه من باب مجاراة السفهاء ، إذ لا يصدر مثل هذا الاقتراح عن العقلاء بعد أن أمره الله سبحانه بذلك . وهو أعلم بمصالح عباده وبما يدفع الكفار عن هذه الطلبات الساقطة والسؤالات الباردة ، و { تِلْقَاء } مصدر استعمل ظرفاً ، من قبل { من تلقاء نفسي } . قال الزجاج سألوه إسقاط ما فيه من ذكر البعث والنشور . وقيل سألوه أن يسقط ما فيه من عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم وقيل سألوه أن يحوّل الوعد وعيداً والحرام حلالاً والحلال حراماً ، ثم أمره أن يؤكد ما أجاب به عليهم من أنه ما صح له ، ولا استقام أن يبدّله من تلقاء نفسه بقوله { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحِى إِلَىَّ } أي ما أتبع شيئاً من الأشياء إلا ما يوحى إليّ من عند الله سبحانه من غير تبديل ولا تحويل ، ولا تحريف ولا تصحيف ، فقصر حاله صلى الله عليه وسلم على اتباع ما يوحى إليه ، وربما كان مقصد الكفار بهذا السؤال التعريض للنبي صلى الله عليه وسلم بأن القرآن كلامه ، وأنه يقدر على الإتيان بغيره والتبديل له ، ثم أمره الله سبحانه أن يقول لهم تكميلاً للجواب عليهم { إِنّى أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّى عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } فإن هذه الجملة كالتعليل لما قدّمه من الجواب قبلها ، واليوم العظيم هو يوم القيامة أي { إِنّى أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّى } بفعل ما تطلبون على تقدير إمكانه عذاب يوم القيامة . ثم أكد سبحانه كون هذا القرآن من عند الله ، وأنه صلى الله عليه وسلم إنما يبلغ إليهم منه ما أمره الله بتبليغه لا يقدر على غير ذلك ، فقال { قُل لَّوْ شَاء ٱللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ } أي أن هذا القرآن المتلوّ عليكم هو بمشيئة الله وإرادته ، ولو شاء الله أن لا أتلوه عليكم ولا أبلغكم إياه ما تلوته ، فالأمر كله منوط بمشيئة الله ، ليس لي في ذلك شيء قوله { وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ } معطوف على ما تلوته ، ولو شاء الله ما أداركم بالقرآن أي ما أعلمكم به على لساني يقال دريت الشيء وأدراني الله به . هكذا قرأ الجمهور بالألف من أدراه يدريه أعلمه يعلمه . وقرأ ابن كثير " ولأدراكم به " بغير ألف بين اللام والهمزة ، والمعنى ولو شاء الله لأعلمكم به من غير أن أتلوه عليكم . فتكون اللام لام التأكيد دخلت على ألف أفعل . وقد قرىء « أدرؤكم » بالهمزة ، فقيل هي منقلبة عن الألف ، لكونهما من واد واحد ، ويحتمل أن يكون من درأته إذا دفعته ، وأدرأته إذا جعلته دارياً . والمعنى لأجعلكم بتلاوته خصماء تدرءونني بالجدال وتكذبونني . وقرأ ابن عباس ، والحسن " ولا أدراتكم به " قال أبو حاتم أصله ولا أدريتكم به ، فأبدل من الياء ألفاً ، قال النحاس وهذا غلط . والرواية عن الحسن « ولا أدرأتكم » بالهمزة . قوله { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مّن قَبْلِهِ } تعليل لكون ذلك بمشيئة الله ، ولم يكن من النبي إلا التبليغ ، أي قد أقمت فيما بينكم عمراً من قبله ، أي زماناً طويلاً . وهو أربعون سنة من قبل القرآن تعرفونني بالصدق والأمانة ، لست ممن يقرأ ولا ممن يكتب { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } الهمزة للتقريع والتوبيخ ، أي أفلا تجرون على ما يقتضيه العقل من عدم تكذيبي لما عرفتم من العادة المستمرة إلى المدّة الطويلة بالصدق والأمانة . وعدم قراءتي للكتب المنزلة على الرسل وتعلمي لما عند أهلها من العلم ، ولا طلبي لشيء من هذا الشأن ، ولا حرصي عليه ، ثم جئتكم بهذا الكتاب الذي عجزتم عن الإتيان بسورة منه ، وقصرتم عن معارضته وأنتم العرب المشهود لهم بكمال الفصاحة ، المعترف لهم بأنهم البالغون فيها إلى مبلغ لا يتعلق به غيركم ؟ وقد أخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد ، في قوله { وَلَوْ يُعَجّلُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسِ ٱلشَّرَّ } الآية ، قال هو قول الإنسان لولده وماله إذا غضب عليهم اللهم لا تبارك فيه والعنه . { لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } قال لأهلك من دعا عليه وأماته . وأخرج أبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير ، في الآية قال قول الرجل للرجل اللهم العنه ، اللهم اخزه ، وهو يحب أن يستجاب له . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة ، في الآية قال هو دعاء الرجل على نفسه وماله بما يكره أن يستجاب له . وحكى القرطبي في تفسيره عن ابن إسحاق ، ومقاتل ، في الآية قالا هو قول النضر بن الحارث { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ ٱلسَّمَاء } الأنفال 32 . فلو عجل لهم هذا لهلكوا . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن جريج ، في قوله { دَعَانَا لِجَنبِهِ } قال مضطجعاً . وأخرج أبو الشيخ ، عن قتادة ، في قوله { دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا } قال على كل حال . وأخرج أبو الشيخ ، عن أبي الدرداء ، قال ادع الله يوم سرّائك يستجاب لك يوم ضرّائك . وأقول أنا أكثر من شكر الله على السرّاء يدفع عنك الضرّاء . فإن وعده للشاكرين بزيادة النعم مؤذن بدفعه عنهم النقم ، لذهاب حلاوة النعمة عند وجود مرارة النقمة ، اللهم اجمع لنا بين جلب النعم وسلب النقم ، فإنا نشكرك عدد ما شكرك الشاكرون بكل لسان في كل زمان . ونحمدك عدد ما حمدك الحامدون بكل لسان في كل زمان . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة ، في قوله { ثُمَّ جَعَلْنَـٰكُمْ خَلَـٰئِفَ فِى ٱلأَرْضِ } الآية ، قال ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية فقال صدق ربنا ما جعلنا خلائف في الأرض إلا لينظر إلى أعمالنا . فأروا الله خير أعمالكم بالليل والنهار ، والسرّ والعلانية . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن جريج ، قال { خَلَـٰئِفَ فِى ٱلأَرْضِ } لأمة محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة ، في قوله { ٱئْتِ بِقُرْءانٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدّلْهُ } قال هذا قول مشركي أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ، في قوله { وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ } أعلمكم به . وأخرج أبو الشيخ ، عن قتادة ، قال { وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ } ولا أشعركم به . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ " ولا أنذرتكم به " . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السديّ ، في قوله { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مّن قَبْلِهِ } قال لم أتل عليكم ولم أذكر . وأخرجا عنه قال لبث أربعين سنة قبل أن يوحى إليه ورأى الرؤيا سنتين ، وأوحى الله إليه عشر سنين بمكة ، وعشراً بالمدينة ، وتوفي وهو ابن اثنتين وستين سنة . وأخرج ابن أبي شيبة ، والبخاري ، والترمذي ، عن ابن عباس ، قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة ، فمكث بمكة ثلاثة عشر يوحى إليه ، ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين ، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة .