Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 50-58)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ } هذا منه سبحانه تزييف لرأي الكفار في استعجال العذاب بعد التزييف الأوّل أي أخبروني إن أتاكم عذاب الله { بَيَاتًا } أي وقت بيات ، والمراد به الوقت الذي يبيتون فيه ، وينامون ويغفلون ، عن التحرز ، والبيات بمعنى التبييت اسم مصدر كالسلام بمعنى التسليم ، وهو منتصب على الظرفية ، وكذلك نهاراً أي وقت الاشتغال بطلب المعاش والكسب ، والضمير في { منه } راجع إلى العذاب ، وقيل راجع إلى الله ، والاستفهام في { مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } للإنكار المتضمن للنهي ، كما في قوله { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } النحل 1 ووجه الإنكار عليهم في استعجالهم أن العذاب مكروه تنفر منه القلوب ، وتأباه الطبائع فما المقتضى لاستعجالهم له ؟ والجملة المصدرة بالاستفهام جواب الشرط بحذف الفاء ، وقيل إن الجواب محذوف ، والمعنى تندموا على الاستعجال ، أو تعرفوا الخطأ منكم فيه . وقيل إن الجواب قوله { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ } وتكون جملة { مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } اعتراضاً ، والمعنى إن أتاكم عذابه آمنتم به بعد وقوعه حين لا ينفعكم الإيمان . والأوّل أولى . وإنما قال { يستعجل منه المجرمون } ، ولم يقل يستعجلون منه للدلالة على ما يوجب ترك الاستعجال ، وهو الإجرام لأن من حقّ المجرم أن يخاف من العذاب بسبب إجرامه ، فكيف يستعجله ؟ كما يقال لمن يستوخم أمراً إذا طلبه ماذا تجني على نفسك . وحكى النحاس ، عن الزجاج ، أن الضمير في { مِنْهُ } إن عاد إلى العذاب كان لك في { مَاذَا } تقديران أحدهما أن تكون " ما " في موضع رفع بالابتداء ، و " ذا " بمعنى الذي ، وهو خبر ما ، والعائد محذوف . والتقدير الآخر أن يكون { مَاذَا } اسماً واحداً في موضع رفع بالابتداء ، والخبر ما بعده ، وإن جعل الضمير في { مِنْهُ } عائداً إلى الله تعالى ، كان { مَاذَا } شيئاً واحداً في موضع نصب بـ { يستعجل } ، والمعنى أيّ شيء يستعجل منه المجرمون أي من الله عزّ وجلّ . ودخول الهمزة الاستفهامية في { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءامَنْتُمْ بِهِ } على ثم كدخولها على الواو والفاء ، وهي لإنكار إيمانهم ، حيث لا ينفع الإيمان ، وذلك بعد نزول العذاب ، وهو يتضمن معنى التهويل عليهم ، وتفظيع ما فعلوه في غير وقته ، مع تركهم له في وقته الذي يحصل به النفع والدفع ، وهذه الجملة داخلة تحت القول المأمور به ، وجيء بكلمة " ثم " التي للتراخي دلالة على الاستبعاد . وجيء بـ { إذا } مع زيادة ما للتأكيد دلالة على تحقق وقوع الإيمان منهم في غير وقته ، ليكون في ذلك زيادة استجهال لهم ، والمعنى أبعد ما وقع عذاب الله عليكم ، وحلّ بكم سخطه وانتقامه آمنتم ، حين لا ينفعكم هذا الإيمان شيئاً ، ولا يدفع عنكم ضرّاً . وقيل إن هذه الجملة ليست داخلة تحت القول المأمور به ، وأنها من قول الملائكة استهزاء بهم ، وإزراء عليهم . والأول أولى . وقيل إن ثم هاهنا ، هي بفتح الثاء ، فتكون ظرفية بمعنى هناك . والأوّل أولى . قوله { الآن وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } قيل هو استئناف بتقدير القول ، غير داخل تحت القول الذي أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقوله لهم ، أي قيل لهم عند إيمانهم بعد وقوع العذاب آلآن آمنتم به وقد كنتم به تستعجلون أي بالعذاب تكذيباً منكم واستهزاء لأن استعجالهم كان على جهة التكذيب والاستهزاء ، ويكون المقصود بأمره صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم هذا القول التوبيخ لهم ، والاستهزاء بهم ، والإزراء عليهم ، وجملة { وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } في محل نصب على الحال ، وقرىء « آلان » بحذف الهمزة التي بعد اللام ، وإلقاء حركتها على اللام . قوله { ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ } معطوف على الفعل المقدّر ، قيل آلآن ، والمراد منه التقريع والتوبيخ لهم أي قيل للذين ظلموا أنفسهم بالكفر وعدم الإيمان إن هذا الذي تطلبونه ضرر محض ، عار عن النفع من كل وجه ، والعاقل لا يطلب ذلك ، ويقال لهم على سبيل الإهانة لهم ذوقوا عذاب الخلد أي العذاب الدائم الذي لا ينقطع ، والقائل لهم هذه المقالة ، والتي قبلها ، قيل هم الملائكة الذين هم خزنة جهنم . ولا يبعد أن يكون القائل لذلك هم الأنبياء على الخصوص ، أو المؤمنون على العموم { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } في الحياة من الكفر والمعاصي . والاستفهام للتقرير ، وكأنه يقال لهم هذا القول عن استغاثتهم من العذاب ، وحلول النقمة . ثم حكى الله سبحانه عنهم بعد هذه البيانات البالغة ، والجوابات عن أقوالهم الباطلة أنهم استفهموا تارة أخرى عن تحقق العذاب ، فقال { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ } أي يستخبرونك عن جهة الاستهزاء منهم والإنكار ، أحق ما تعدنا به من العذاب في العاجل والآجل ، وهذا السؤال منهم جهل محض . وظلمات بعضها فوق بعض ، فقد تقدّم ذكره عنهم مع الجواب عليه ، فصنيعهم في هذا التكرير صنيع من لا يعقل ما يقول ، ولا يقال له وقيل المراد بهذا الاستخبار منهم هو عن حقية القرآن ، وارتفاع حق على أنه خبر مقدّم . والمبتدأ هو الضمير الذي بعده ، وتقديم الخبر للاهتمام ، أو هو مبتدأ ، والضمير مرتفع به سادّ مسدّ الخبر ، والجملة في موضع نصب بـ { يستنبئونك } ، وقرىء « آلحق هو » على أن اللام للجنس ، فكأنه قيل أهو الحق لا الباطل . قوله { قُلْ إِى وَرَبّى إِنَّهُ لَحَقٌّ } أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم هذه المقالة جواباً عن استفهامهم الخارج مخرج الاستهزاء ، أي قل لهم يا محمد غير ملتفت إلى ما هو مقصودهم من الاستهزاء إي وربي إنه لحق ، أي نعم ، وربي إن ما أعدّكم به من العذاب لحق ثابت كائن لا محالة . وفي هذا الجواب تأكيد من وجوه الأوّل القسم مع دخول الحرف الخاص بالقسم الواقع موقع نعم . الثاني دخول إن المؤكدة الثالث اللام في لحق الرابع إسمية الجملة ، وذلك يدلّ على أنهم قد بلغوا في الإنكار والتمرّد إلى الغاية التي ليست وراءها غاية ، ثم توعدهم بأشدّ توعد ، ورهبهم بأعظم ترهيب ، فقال { وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } أي فائتين العذاب بالهرب والتحيل الذي لا ينفع ، والمكابرة التي لا تدفع من قضاء الله شيئاً ، وهذه الجملة إما معطوفة على جملة جواب القسم ، أو مستأنفة لبيان عدم خلوصهم من عذاب الله بوجه من الوجوه . ثم زاد في التأكيد ، فقال { وَلَوْ أَنَّ لِكُلّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِى ٱلأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ } أي ولو أن لكل نفس من الأنفس المتصفة بأنها ظلمت نفسها بالكفر بالله وعدم الإيمان به ما في الأرض ، من كل شيء من الأشياء التي تشتمل عليها من الأموال النفيسة ، والذخائر الفائقة لافتدت به أي جعلته فدية لها من العذاب ، ومثله قوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مّلْء ٱلأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ ٱفْتَدَىٰ بِهِ } آل عمران 91 وقد تقدّم قوله { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } الضمير راجع إلى الكفار ، الذين سياق الكلام معهم . وقيل راجع إلى الأنفس المدلول عليها بكل نفس . ومعنى { أسروا } أخفوا ، أي لم يظهروا الندامة بل أخفوها ، لما قد شاهدوه في ذلك الموطن مما سلب عقولهم ، وذهب بتجلدهم ، ويمكن أنه بقي فيهم ، وهم على تلك الحالة عرق ينزعهم إلى العصبية التي كانوا عليها في الدنيا ، فأسرّوا الندامة لئلا يشمت بهم المؤمنون ، وقيل أسرّها الرؤساء فيما بينهم دون أتباعهم ، خوفاً من توبيخهم لهم ، لكونهم هم الذين أضلوهم ، وحالوا بينهم وبين الإسلام ووقوع هذا منهم كان عند رؤية العذاب ، وأما بعد الدخول فيه فهم الذين { قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا } المؤمنون 106 . وقيل معنى { أسروا } أظهروا . وقيل وجدوا ألم الحسرة في قلوبهم لأن الندامة لا يمكن إظهارها ، ومنه قول كثير @ فأسررت الندامة يوم نادى بردّ جمال عاضرة المنادى @@ وذكر المبرد في ذلك وجهين الأوّل أنها بدت في وجوههم أسرة الندامة ، وهي الإنكسار ، واحدها سرار ، وجمعها أسارير ، والثاني ما تقدّم . وقيل معنى { أَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ } أخلصوها لأن إخفاءها إخلاصها ، و { لَّمّاً } في قوله { لَمَّا رَأَوُاْ ٱْلَعَذَابَ } ظرف بمعنى حين منصوب بأسرّوا ، أو حرف شرط جوابه محذوف للدلالة ما قبله عليه { وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ } أي قضى الله بين المؤمنين وبين الكافرين ، أو بين الرؤساء والأتباع ، أو بين الظالمين من الكفار والمظلومين . وقيل معنى القضاء بينهم إنزال العقوبة عليهم ، والقسط العدل ، وجملة { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } في محل نصب على الحال ، أي لا يظلمهم الله فيما فعله بهم من العذاب الذي حلّ بهم ، فإنه بسبب ما كسبوا . وجملة { أَلا إِنَّ للَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } مسوقة لتقرير كمال قدرته لأن من ملك ما في السموات والأرض ، تصرف به كيف يشاء ، وغلب غير العقلاء لكونهم أكثر المخلوقات ، قيل لما ذكر سبحانه افتداء الكفار بما في الأرض لو كان لهم ذلك بين أن الأشياء كلها لله ، وليس لهم شيء يتمكنون من الافتداء به . وقيل لما أقسم على حقية ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، أراد أن يصحب ذلك بدليل البرهان البين بأن ما في العالم على اختلاف أنواعه ملكه ، يتصرّف به كيف يشاء ، وفي تصدير الجملة بحرف التنبيه تنبيه للغافلين ، وإيقاظ للذاهلين ، ثم أكد ما سبق بقوله { أَلاَ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي كائن لا محالة ، وهو عامّ يندرج فيه ما استعجلوه من العذاب اندراجاً أوّلياً ، وتصدير الجملة بحرف التنبيه ، كما قلنا في التي قبلها مع الدلالة على تحقق مضمون الجملتين { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } أي الكفار { لاَّ يَعْلَمُونَ } ما فيه صلاحهم ، فيعملون به ، وما فيه فسادهم فيجتنبونه { هُوَ يُحْيىِ وَيُمِيتُ } يهب الحياة ويسلبها . { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } في الدار الآخرة ، فيجازي كلاً بما يستحقه ، ويتفضل على من يشاء من عباده . قوله { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مّن رَّبّكُمْ } يعني القرآن فيه ما يتعظ به من قرأه وعرف معناه ، والوعظ في الأصل هو التذكير بالعواقب سواء كان بالترغيب أو الترهيب ، والواعظ هو كالطبيب ينهى المريض عما يضرّه ، و { مِنْ } في { مّن رَّبّكُمْ } متعلقة بالفعل ، وهو { جاءتكم } ، فتكون ابتدائية ، أو متعلقة بمحذوف ، فتكون تبعيضية { وَشِفَاء لِمَا فِى ٱلصُّدُورِ } من الشكوك التي تعتري بعض المرتابين ، لوجود ما يستفاد منه في من العقائد الحقة ، واشتماله على تزييف العقائد الباطلة ، والهدى الإرشاد لمن اتبع القرآن ، وتفكر فيه ، وتدبر معانيه إلى الطريق الموصلة إلى الجنة ، والرحمة هي ما يوجد في الكتاب العزيز من الأمور التي يرحم الله بها عباده ، فيطلبها من أراد ذلك حتى ينالها ، فالقرآن العظيم مشتمل على هذه الأمور . ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل الخطاب معه بعد خطابه للناس على العموم ، فقال { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } المراد بالفضل من الله سبحانه هو تفضله على عباده في الآجل والعاجل بما لا يحيط به الحصر ، والرحمة رحمته لهم . وروي عن ابن عباس أنه قال فضل الله القرآن ، ورحمته الإسلام . وروي عن الحسن والضحاك ، ومجاهد وقتادة ، أن فضل الله الإيمان ، ورحمته القرآن . والأولى حمل الفضل والرحمة على العموم ، ويدخل في ذلك ما في القرآن منهما دخولاً أوّلياً ، وأصل الكلام قل بفضل الله وبرحمته فليفرحوا ، ثم حذف هذا الفعل لدلالة الثاني في قوله { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } عليه ، قيل والفاء في هذا الفعل المحذوف داخلة في جواب شرط مقدّر ، كأنه قيل إن فرحوا بشيء فليخصوا فضل الله ورحمته بالفرح . وتكرير الباء في برحمته للدلالة على أن كل واحد من الفضل والرحمة سبب مستقلّ في الفرح ، والفرح هو اللذة في القلب بسبب إدراك المطلوب ، وقد ذمّ الله سبحانه الفرح في مواطن كقوله { لاَ تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } القصص 76 وجوّزه في قوله { فَرِحِينَ بِمَا ءاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } آل عمران 170 وكما في هذه الآية ، ويجوز أن تتعلق الباء في { بفضل الله وبرحمته } بقوله { جَاءتْكُمُ } ، والتقدير جاءتكم موعظة بفضل الله وبرحمته فبذلك أي فبمجيئها ، فليفرحوا ، وقرأ يزيد بن القعقاع ويعقوب « فلتفرحوا » بالفوقية ، وقرأ الجمهور بالتحتية ، والضمير في { هو خير } راجع إلى المذكور من الفضل والرحمة ، أو إلى المجيء على الوجه الثاني ، أو إلى اسم الإشارة في قوله { فَبِذَلِكَ } والمعنى أن هذا خير لهم مما يجمعون من حطام الدنيا . وقد قرىء بالتاء الفوقية في { يَجْمَعُونَ } مطابقة للقراءة بها في { فلتفرحوا } . وقد تقرّر في العربية أن لام الأمر تحذف مع الخطاب إلا في لغة قليلة ، جاءت هذه القراءة عليها ، قورأ الجمهور بالمثناة التحتية في يجمعون ، كما قرءوا في { فليفرحوا } . وروي عن ابن عامر أنه قرأ بالفوقية في " يجمعون " ، والتحتية في " فلتفرحوا " . وقد أخرج الطبراني ، وأبو الشيخ ، عن أبي الأحوص ، قال جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال إن أخي يشتكي بطنه ، فوصف له الخمر ، فقال سبحان الله ! ما جعل الله في رجس شفاء ، إنما الشفاء في شيء من القرآن والعسل ، فهما شفاء لهما في الصدور ، وشفاء للناس . وأخرج أبو الشيخ ، عن الحسن ، قال إن الله جعل القرآن شفاء لما في الصدور ، ولم يجعله شفاء لأمراضكم . وأخرج ابن المنذر ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أشتكي صدري ، فقال " اقرأ القرآن ، يقول الله شفاء لما في الصدور " وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن واثلة بن الأسقع ، أن رجلاً شكا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وجع حلقه ، قال " عليك بقراءة القرآن والعسل ، فالقرآن شفاء لما في الصدور ، والعسل شفاء من كل داء " . وأخرج أبو داود ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن أبيّ قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتاء يعني الفوقية ، وقد روى نحو هذا من غير هذه الطريق . وأخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن أنس ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ } قال " بفضل الله القرآن ، وبرحمته أن جعلكم من أهله " وأخرج الطبراني في الأوسط ، عن البراء ، مثله من قوله . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والبيهقي في الشعب ، عن أبي سعيد الخدري ، مثله . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، والبيهقي عن ابن عباس ، في الآية قال بكتاب الله بالإسلام . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي ، عنه قال فضله الإسلام ، ورحمته القرآن . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي ، عنه أيضاً قال . بفضل الله القرآن ، وبرحمته حين جعلهم من أهله . وقد روي عن جماعة من التابعين نحو هذه الروايات المتقدّمة . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس ، هو خير مما يجمعون من الأموال والحرث والأنعام .