Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 25-34)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما أورد سبحانه على الكفار المعاصرين لمحمد صلى الله عليه وسلم أنواع الدلائل التي هي أوضح من الشمس ، أكد ذلك بذكر القصص على طريقة التفنن في الكلام ، ونقله من أسلوب إلى أسلوب لتكون الموعظة أظهر والحجة أبين ، والقبول أتمّ ، فقال { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنَّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } قرأ ابن كثيرة ، وأبو عمرو ، والكسائي بفتح الهمزة على تقدير حرف الجر أي أرسلناه بأنى أي أرسلناه متلبساً بذلك الكلام ، وهو أني لكم نذير مبين . وقرأ الباقون بالكسر على إرادة القول أي قائلاً إني لكم ، والواو في { ولقد } للابتداء ، واللام هي الموطئة للقسم ، واقتصر على النذارة دون البشارة ، لأن دعوته كانت لمجرد الإنذار ، أو لكونهم لم يعملوا بما بشرهم به ، وجملة { أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ ٱللَّهَ } بدل من إني لكم نذير مبين أي أرسلناه بأن لا تعبدوا إلا الله ، أو تكون أن مفسرة متعلقة بأرسلنا ، أو بنذير ، أو بمبين ، وجملة { إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ } تعليلية . والمعنى نهيتكم عن عبادة غير الله لأني أخاف عليكم ، وفيها تحقيق لمعنى الإنذار ، واليوم الأليم هو يوم القيامة ، أو يوم الطوفان ووصفه بالأليم من باب الإسناد المجازي مبالغة . ثم ذكر ما أجاب به قومه عليه ، وهذا الجواب يتضمن الطعن منهم في نبوّته من ثلاث جهات ، فقال { فَقَالَ ٱلْمَلأ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قومِهِ } والملأ الأشراف ، كما تقدم غير مرة ، ووصفهم بالكفر ذماً لهم ، وفيه دليل على أن بعض أشراف قومه لم يكونوا كفرة { مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مّثْلَنَا } هذه الجهة الأولى من جهات طعنهم في نبوّته أي نحن وأنت مشتركون في البشرية ، فلم يكن لك علينا مزية تستحق بها النبوّة دوننا ، والجهة الثانية { وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا } ولم يتبعك أحد من الأشراف ، فليس لك مزية علينا باتباع هؤلاء الأراذل لك . والأراذل جمع أرذل ، وأرذل جمع رذل ، مثل أكالب وأكلب وكلب . وقيل الأراذل جمع الأرذل ، كالأساود جمع أسود ، وهم السفلة . قال النحاس الأراذل الفقراء والذين لا حسب لهم ، والحسب الصناعات . قال الزجاج نسبوهم إلى الحياكة ، ولم يعلموا أن الصناعات لا أثر لها في الديانة . وقال ثعلب عن ابن الأعرابي السفلة هو الذي يصلح الدنيا بدينه ، قيل له فمن سفلة السفلة ؟ قال الذي يصلح دنيا غيره بفساد دينه . والظاهر من كلام أهل اللغة أن السفلة هو الذي يدخل في الحرف الدنية ، والرؤية في الموضعين إن كانت القلبية فـ { بشرا } في الأوّل ، و { اتبعك } في الثاني هما المفعول الثاني ، وإن كانت البصرية فهما منتصبان على الحال ، وانتصاب { بادي الرأي } على الظرفية ، والعامل فيه { اتبعك } . والمعنى في ظاهر الرأي من غير تعمق ، يقال بدا يبدو إذا ظهر . قال الأزهري معناه فيما يبدو لنا من الرأي . والوجه الثالث من جهات قدحهم في نبوّته { وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ } خاطبوه في الوجهين الأولين ، منفرداً وفي هذا الوجه خاطبوه مع متبعيه أي ما نرى لك ولمن اتبعك من الأراذل علينا من فضل يتميزون به ، وتستحقون ما تدّعونه ، ثم أضربوا عن الثلاثة المطاعن ، وانتقلوا إلى ظنهم المجرّد عن البرهان الذي لا مستند له إلا مجرد العصبية ، والحسد ، واستبقاء ما هم فيه من الرياسة الدنيوية ، فقالوا { بَلْ نَظُنُّكُمْ كَـٰذِبِينَ } فيما تدّعونه ، ويجوز أن يكون هذا خطاباً للأراذل وحدهم ، والأوّل أولى لأن الكلام مع نوح لا معهم إلا بطريق التبعية له . ثم ذكر سبحانه ما أجاب به نوح عليهم ، فقال { قَالَ يَـاقَوْمٌ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيّنَةٍ مّن رَّبّى } أي أخبروني إن كنت على برهان من ربي في النبوّة يدل على صحتها ويوجب عليكم قبولها ، مع كون ما جعلتموه قادحاً ليس بقادح في الحقيقة ، فإن المساواة في صفة البشرية لا تمنع المفارقة في صفة النبوّة ، واتباع الأراذل كما تزعمون ليس مما يمنع من النبوّة ، فإنهم مثلكم في البشرية والعقل والفهم ، فاتباعهم لي حجة عليكم لا لكم ، ويجوز أن يريد بالبينة المعجزة { وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ } هي النبوّة ، وقيل الرحمة المعجزة ، والبينة النبوّة . قيل ويجوز أن تكون الرحمة هي البينة نفسها ، والأولى تفسير الرحمة بغير ما فسرت البينة ، والإفراد في { فَعُمّيَتْ } على إرادة كل واحدة منهما ، أو على إرادة البينة ، لأنها هي التي تظهر لمن تفكر ، وتخفى على من لم يتفكر ، ومعنى عميت خفيت وقيل الرحمة هي على الخلق ، وقيل هي الهداية إلى معرفة البرهان ، وقيل الإيمان ، يقال عميت عن كذا ، وعمي عليّ كذا إذا لم أفهمه . قيل وهو من باب القلب ، لأن البينة أو الرحمة لا تعمى وإنما يعمى عنها فهو كقولهم أدخلت القلنسوة رأسي . وقرأ الأعمش ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص { فعميت } بضم العين وتشديد الميم على البناء للمفعول أي فعماها الله عليكم ، وفي قراءة أبيّ " فعماها عليكم " والاستفهام في { أَنُلْزِمُكُمُوهَا } للإنكار أي لا يمكنني أن أضطركم إلى المعرفة بها ، والحال أنكم { لها كارهون } ، والمعنى أخبروني إن كنت على حجة ظاهرة الدلالة على صحة نبوّتي إلا أنها خافية عليكم أيمكنننا أن نضطركم إلى العلم بها ، والحال أنكم لها كارهون غير متدبرين فيها ، فإن ذلك لا يقدر عليه إلا الله عزّ وجلّ . وحكى الكسائي والفراء إسكان الميم الأولى في { أنلزمكموها } تخفيفاً كما في قول الشاعر @ فاليوم أشرب غير مستحقب إثماً من الله ولا واغل @@ فإن إسكان الباء في أشرب للتخفيف . وقد قرأ أبو عمرو كذلك . قوله { وَيٰقَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ } فيه التصريح منه عليه السلام بأنه لا يطلب على تبليغ الرسالة مالاً حتى يكون بذلك محلاً للتهمة ، ويكون لقول الكافرين مجال بأنه إنما ادّعى ما ادعى طلباً للدنيا ، والضمير في عليه راجع إلى ما قاله لهم ، فيما قبل هذا . وقوله { وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } كالجواب عما يفهم من قولهم { وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا } من التلميح منهم إلى إبعاد الأراذل عنه . وقيل إنهم سألوه طردهم تصريحاً لا تلميحاً ، ثم علل ذلك بقوله { إِنَّهُم مُّلَـٰقُوا رَبّهِمْ } أي لا أطردهم ، فإنهم ملاقون يوم القيامة ربهم فهو يجازيهم على إيمانهم لأنهم طلبوا ما عنده سبحانه ، وكأنه قال هذا على وجه الإعظام لهم ، ويحتمل أنه قاله خوفاً من مخاصمتهم له عند ربهم بسبب طرده لهم ثم بين لهم ما هم عليه في هذه المطالب التي طلبوها منه ، والعلل التي اعتلوا بها عن إجابته فقال { وَلَـٰكِنّى أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ } كل ما ينبغي أن يعلم ، ومن ذلك استرذالهم للذين اتبعوه وسؤالهم له أن يطردهم . ثم أكد عدم جواز طردهم بقوله { وَيٰقَوْمِ مَن يَنصُرُنِى مِنَ ٱللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ } أي من يمنعني من عذاب الله وانتقامه إن طردتهم ؟ فإن طردهم بسبب سبقهم إلى الإيمان والإجابة إلى الدعوة التي أرسل الله رسوله لأجلها ظلم عظيم ، لا يقع من أنبياء الله المؤيدين بالعصمة ، ولو وقع ذلك منهم فرضاً وتقديراً لكان فيه من الظلم مالا يكون لو فعله غيرهم من سائر الناس . وقوله { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } معطوف على مقدّر كأنه قيل أتستمرون على ما أنتم عليه من الجهل بما ذكر ، أفلا تذكرون من أحوالهم ما ينبغي تذكره ، وتتفكرون فيه ، حتى تعرفوا ما أنتم عليه من الخطأ ، وما هم عليه من الصواب . قوله { وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَائِنُ ٱللَّهِ } بين لهم أنه كما لا يطلب منهم شيئاً من أموالهم على تبليغ الرسالة ، كذلك لا يدّعي أن عنده خزائن الله حتى يستدلوا بعدمها على كذبه ، كما قالوا { وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ } والمراد بخزائن الله خزائن رزقه { وَلا أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } أي ولا أدّعي أني أعلم بغيب الله ، بل لم أقل لكم إلا أني نذير مبين ، إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم { وَلا أَقُولُ } لكم { إِنّى مَلَكٌ } تقولوا ما نراك إلا بشراً مثلنا . وقد استدلّ بهذا من قال إن الملائكة أفضل من الأنبياء ، والأدلة في هذه المسألة مختلفة ، وليس لطالب الحق إلى تحقيقها حاجة ، فليست مما كلفنا الله بعلمه { وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِى أَعْيُنُكُمْ } أي تحتقر ، والازدراء مأخوذ من أزرى عليه إذا عابه ، وزري عليه إذا احتقره ، وأنشد الفراء @ يباعده الصديق وتزدريه خليلته وينهره الصغير @@ والمعنى إني لا أقول لهؤلاء المتبعين لي المؤمنين بالله الذين تعيبونهم وتحتقرونهم { لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْرًا } بل قد آتاهم الخير العظيم بالإيمان به واتباع نبيه فهو مجازيهم بالجزاء العظيم في الآخرة ، ورافعهم في الدنيا إلى أعلى محل ، ولا يضرّهم احتقاركم لهم شيئاً { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِى أَنفُسِهِمْ } من الإيمان به ، والإخلاص له ، فمجازيهم على ذلك ، ليس لي ولا لكم من أمرهم شيء { إِنّى إِذًا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } لهم إن فعلت ما تريدونه بهم ، أو من الظالمين لأنفسهم إن فعلت ذلك بهم ، ثم جاوبوه بغير ما تقدّم من كلامهم وكلامه عجزاً عن القيام بالحجة ، وقصوراً عن رتبة المناظرة ، وانقطاعاً عن المباراة بقولهم { يٰنُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا } أي خاصمتنا بأنواع الخصام ، ودفعتنا بكل حجة لها مدخل في المقام ، ولم يبق لنا في هذا الباب مجال ، فقد ضاقت علينا المسالك ، وانسدّت أبواب الحيل { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } من العذاب الذي تخوّفنا منه ، وتخافه علينا { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } فيما تقوله لنا ، فأجاب بأن ذلك ليس إليه وإنما هو بمشيئة الله وإرادته ، و { قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ ٱللَّهُ إِن شَاء } فإن قضت مشيئته وحكمته بتعجيله عجله لكم ، وإن قضت مشيئته وحكمته بتأخيره أخره { وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } بفائتين عما أراده الله بكم بهرب أو مدافعة . { وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِى } الذي أبذله لكم ، وأستكثر منه قياماً مني بحق النصيحة لله بإبلاغ رسالته ، ولكم بإيضاح الحق وبيان بطلان ما أنتم عليه { إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ } وجواب هذا الشرط محذوف ، والتقدير إن أردت أن أنصح لكم لا ينفعكم نصحي ، كما يدل عليه ما قبله { إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ } أي إن كان الله يريد إغواءكم ، فلا ينفعكم النصح مني ، فكان جواب هذا الشرط محذوفاً كالأوّل ، وتقديره ما ذكرنا ، وهذا التقدير إنما هو على مذهب من يمنع من تقدّم الجزاء على الشرط ، وأما على مذهب من يجيزه ، فجزاء الشرط الأوّل ، { ولا ينفعكم نصحي } ، وجزاء الشرط الثاني الجملة الشرطية الأولى وجزاؤها . قال ابن جرير معنى { يغويكم } يهلككم بعذابه ، وظاهر لغة العرب أن الإغواء الإضلال فمعنى الآية لا ينفعكم نصحي إن كان الله يريد أن يضلكم عن سبيل الرشاد ، ويخذلكم عن طريق الحق . وحكى عن طيّ أصبح فلان غاوياً أي مريضاً ، وليس هذا المعنى هو المراد في الآية . وقد ورد الإغواء بمعنى الإهلاك ، ومنه { فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً } مريم 59 وهو غير ما في هذه الآية { هُوَ رَبُّكُمْ } فإليه الإغواء وإليه الهداية { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } فيجازيكم بأعمالكم إن خيراً فخير ، وإن شرّاً فشرّ . وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس ، في قوله { وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِىَ ٱلرَّأْى } قال فيما ظهر لنا . وأخرج أبو الشيخ ، عن عطاء ، مثله . وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن ابن جريج ، في قوله { إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيّنَةٍ مّن رَّبّى } قال قد عرفتها وعرفت بها أمره ، وأنه لا إله إلا هو ، { وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِه } قال الإسلام الهدى والإيمان ، والحكم والنبوّة . وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله { أَنُلْزِمُكُمُوهَا } قال أما والله لو استطاع نبيّ الله لألزمها قومه ، ولكنه لم يستطع ذلك ولم يمكنه . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ « أنلزمكموها من شطر أنفسنا وأنتم لها كارهون » . وأخرج ابن جرير ، عن أبي العالية ، قال في قراءة أبيّ « أنلزمكموها من شطر أنفسنا وأنتم لها كارهون » . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن أبيّ بن كعب ، أنه قرأ « أنلزمكموها من شطر قلوبنا » . وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن ابن جريج ، في قوله { وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } ، قال قالوا له يا نوح ، إن أحببت أن نتبعك فاطردهم ، وإلا فلن نرضى أن نكون نحن وهم في الأرض سواء ، وفي قوله { إِنَّهُم مُّلَـٰقُوا رَبّهِمْ } قال فيسألهم عن أعمالهم { وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَائِنُ ٱللَّهِ } التي لا يفنيها شيء ، فأكون إنما دعوتكم لتتبعوني عليها ، لا أعطيكم بملكه لي عليها { وَلا أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } لا أقول اتبعوني على علمي بالغيب { وَلا أَقُولُ إِنّى مَلَكٌ } نزلت من السماء برسالة ، ما أنا إلا بشر مثلكم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد { وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِى أَعْيُنُكُمْ } . قال حقرتموهم . وأخرج أبو الشيخ ، عن السدي ، في قوله { لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْرًا } قال يعني إيماناً . وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن ابن جريج ، في قوله { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } قال تكذيباً بالعذاب ، وأنه باطل .