Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 77-83)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما خرجت الملائكة من عند إبراهيم ، وكان بين إبراهيم وقرية لوط أربعة فراسخ ، جاءوا إلى لوط . فلما رآهم لوط ، وكانوا في صورة غلمان حسان مرد ، { سِىء بِهِمْ } أي ساءه مجيئهم ، يقال ساءه يسوءه ، وأصل سيء بهم . سويء بهم ، نقلت حركة الواو إلى السين فقلبت الواو ياء ، ولما خففت الهمزة ألقيت حركتها على الياء . وقرأ نافع ، وابن عامر ، والكسائي ، وأبو عمرو بإشمام السين الضم { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا } قال الأزهري الذرع يوضع موضع الطاقة ، وأصله أن البعير يذرع بيده في سيره على قدر سعة خطوه أي يبسطها ، فإذا حمل عليه أكثر من طاقته ، ضاق ذرعه عن ذلك ، فجعل ضيق الذرع كناية عن قلة الوسع والطاقة وشدّة الأمر . وقيل هو من ذرعه القيء إذا غلبه وضاق عن حبسه . والمعنى أنه ضاق صدره لما رأى الملائكة في تلك الصورة خوفاً عليهم من قومه ، لما يعلم من فسقهم وارتكابهم لفاحشة اللواط { وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ } أي شديد . قال الشاعر @ وإنك إن لم ترض بكر بن وائل يكن لك يوم بالعراق عصيب @@ يقال عصيب وعصيصب وعصوصب على التكثير ، أي يوم مكروه يجتمع فيه الشر ، ومنه قيل عصبة وعصابة أي مجتمعو الكلمة ، ورجل معصوب أي مجتمع الخلق { وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ } أي جاءوا لوطاً . الجملة في محل نصب على الحال . ومعنى { يهرعون إليه } يسرعون إليه . قال الكسائي ، والفراء ، وغيرهما من أهل اللغة لا يكون الإهراع إلا إسراعاً مع رعدة ، يقال أهرع الرجل إهراعاً أي أسرع في رعدة من برد أو غضب أو حمى ، قال مهلهل @ فجاؤوا يهرعون وهم أسارى نهودهم على رغم الأنوف @@ وقيل يهرعون يهرولون . وقيل هو مشي بين الهرولة والعدو ، والمعنى أن قوم لوط لما بلغهم مجيء الملائكة في تلك الصورة أسرعوا إليه ، كأنما يدفعون دفعاً لطلب الفاحشة من أضيافه { وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيّئَاتِ } أي ومن قبل مجيء الرسل في هذا الوقت ، كانوا يعملون السيئات . وقيل ومن قبل لوط كانوا يعملون السيئات ، أي كانت عادتهم إتيان الرجال ، فلما جاءوا إلى لوط ، وقصدوا أضيافه لذلك العمل ، قام إليهم لوط مدافعاً { وَقَالَ ياقَوْمٌ هَـؤُلاء بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } أي تزوّجوهنّ ، ودعوا ما تطلبونه من الفاحشة بأضيافي ، وقد كان له ثلاث بنات . وقيل اثنتان ، وكانوا يطلبون منه أن يزوجهم بهنّ ، فيمتنع لخبثهم ، وكان لهم سيدان مطاعان ، فأراد أن يزوجهما بنتيه . وقيل أراد بقوله { هَـٰؤُلآء بَنَاتِى } النساء جملة ، لأن نبيّ القوم أب لهم ، وقالت طائفة إنما كان هذا القول منه على طريق المدافعة ، ولم يرد الحقيقة . ومعنى { هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } أي أحلّ وأنزه . والتطهر التنزه عما لا يحلّ ، وليس في صيغة أطهر دلالة على التفضيل ، بل هي مثل « الله أكبر » . وقرأ الحسن ، وعيسى بن عمر بنصب " أطهر " ، وقرأ الباقون بالرفع ووجه النصب أن يكون اسم الإشارة مبتدأ ، وخبره { بناتي } ، و { هنّ } ضمير فصل ، و { أطهر } حال . وقد منع الخليل ، وسيبويه ، والأخفش مثل هذا ، لأن ضمير الفصل الذي يسمى عماداً إنما يكون بين كلامين بحيث لا يتمّ الكلام إلا بما بعدها ، نحو كان زيد هو أخاك { فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِى ضَيْفِى } أي اتقوا الله بترك ما تريدون من الفاحشة بهم ، ولا تذلوني وتجلبوا عليّ العار في ضيفي ، والضيف يطلق على الواحد والاثنين والجماعة ، لأنه في الأصل مصدر ، ومنه قول الشاعر @ لا تعدمي الدهر شفار الجازر للضيف والضيف أحق زائر @@ ويجوز فيه التثنية والجمع ، والأوّل أكثر . يقال خزي الرجل خزاية ، أي استحيا أو ذلّ أو هان ، وخزي خزياً إذا افتضح ، ومعنى { في ضيفي } في حق ضيفي ، فخزي الضيف خزي للمضيف ، ثم وبخهم فقال { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ } يرشدكم إلى ترك هذا العمل القبيح ، ويمنعكم منه ، فأجابوا عليه معرضين عما نصحهم به ، وأرشدهم إليه ، بقوله { مَا لَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقّ } أي ما لنا فيهم من شهوة ولا حاجة ، لأن من احتاج إلى شيء فكأنه حصل له فيه نوع حق . ومعنى ما نسبوه إليه من العلم أنه قد علم منهم المكالبة على إتيان الذكور ، وشدّة الشهوة إليهم ، فهم من هذه الحيثية كأنهم لا حاجة لهم إلى النساء ويمكن أن يريدوا أنه لا حق لنا في نكاحهنّ لأنه لا ينكحهنّ ويتزوج بهن إلا مؤمن ، ونحن لا نؤمن أبداً . وقيل إنهم كانوا قد خطبوا بناته من قبل فردّهم ، وكان من سنتهم أن من خطب فردّ ، فلا تحل المخطوبة أبداً { وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } من إتيان الذكور . ثم إنه لما علم تصميمهم على الفاحشة ، وأنهم لا يتركون ما قد طلبوه { قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً } وجواب " لو " محذوف . والتقدير لدافعتكم عنهم ومنعتكم منهم ، وهذا منه عليه السلام على طريق التمني أي لو وجدت معيناً وناصراً ، فسمي ما يتقوّى به قوّة { أَوْ آوِى إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } عطف على ما بعد " لو " لما فيه من معنى الفعل ، والتقدير لو قويت على دفعكم ، أو آويت إلى ركن شديد . وقرىء « أو آوى » بالنصب عطفاً على قوّة كأنه قال لو أن لي بكم قوّة ، أو إيواء إلى ركن شديد ، ومراده بالركن الشديد العشيرة ، وما يمتنع به عنهم هو ومن معه . وقيل أراد بالقوّة الولد ، وبالركن الشديد من ينصره من غير ولده . وقيل أراد بالقوّة قوته في نفسه . ولما سمعته الملائكة يقول هذه المقالة ، ووجدوا قومه قد غلبوه وعجز عن مدافعتهم { قَالُواْ يالُوطٍ إِنَّا رُسُلُ رَبّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ } أخبروه أوّلاً أنهم رسل ربه ، ثم بشّروه بقولهم { لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ } وهذه الجملة موضحة لما قبلها لأنهم إذا كانوا مرسلين من عند الله إليه لم يصل عدوّه إليه ولم يقدروا عليه ، ثم أمروه أن يخرج عنهم ، فقالوا له { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلْلَّيْل } قرأ نافع وابن كثير بالوصل ، وقرأ غيرهما بالقطع ، وهما لغتان فصيحتان . قال الله تعالى { وَٱلَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } الفجر 4 وقال { سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ } الإسراء 1 وقد جمع الشاعر بين اللغتين فقال @ حي النضير وربة الخدر أسرت عليه ولم تكن تسري @@ وقيل إن أسرى للمسير من أول الليل ، وسرى للمسير من آخره ، والقطع من الليل الطائفة منه . قال ابن الأعرابي { بقطع من الليل } بساعة منه . وقال الأخفش بجنح من الليل . وقيل بظلمة من الليل . وقيل بعد هدوّ من الليل ، قيل إن السرى لا يكون إلا في الليل ، فما وجه زيادة بقطع من الليل ؟ قيل لو لم يقل بقطع من الليل لجاز أن يكون في أوّله قبل اجتماع الظلمة ، وليس ذلك بمراد { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } أي لا ينظر إلى ما وراءه ، أو يشتغل بما خلفه من مال أو غيره . قيل وجه النهي عن الالتفات أن لا يروا عذاب قومهم ، وهول ما نزل بهم ، فيرحموهم ويرقوا لهم ، أو لئلا ينقطعوا عن السير المطلوب منهم بما يقع من الالتفات ، فإنه لا بدّ للملتفت من فترة في سيره { إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ } بالنصب على قراءة الجمهور ، وقرأ أبو عمرو ، وابن كثير بالرفع على البدل ، فعلى القراءة الأولى امرأته مستثناة من قوله { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ } أي أسر بأهلك جميعاً إلا امرأتك فلا تسر بها ، فإنه { مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ } من العذاب ، وهو رميهم بالحجارة لكونها كانت كافرة . وأنكر قراءة الرفع جماعة منهم أبو عبيد وقال لا يصح ذلك إلا برفع { يلتفت } ويكون نعتاً ، لأن المعنى يصير إذا أبدلت وجزمت أن المرأة أبيح لها الالتفات وليس المعنى كذلك . قال النحاس وهذا العمل من أبي عبيد وغيره على مثل أبي عمرو مع جلالته ومحله من العربية لا يجب أن يكون ، والرفع على البدل له معنى صحيح ، وهو أن يكون استثناء من النهي عن الالتفات ، أي لا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك ، فإنها تلتفت وتهلك . وقيل إن الرفع على البدل من { أحد } ، ويكون الالتفات بمعنى التخلف لا بمعنى النظر إلى الخلف ، فكأنه قال ولا يتخلف منكم أحد إلا امرأتك ، فإنها تتخلف ، والملجىء إلى هذا التأويل البعيد الفرار من تناقض القراءتين ، والضمير في { إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ } للشأن ، والجملة خبر إنّ { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ } هذه الجملة تقليل لما تقدّم من الأمر بالإسراء والنهي عن الالتفات ، والمعنى أن موعد عذابهم الصبح المسفر عن تلك الليلة ، والاستفهام في { أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } للإنكار التقريري ، والجملة تأكيد للتعليل . وقرأ عيسى بن عمر " أليس الصبح " بضم الباء وهي لغة ، ولعلّ جعل الصبح ميقاتاً لهلاكهم لكون النفوس فيه أسكن ، والناس فيه مجتمعون لم يتفرّقوا إلى أعمالهم . { فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا } أي الوقت المضروب لوقوع العذاب فيه ، أو المراد بالأمر نفس العذاب { جَعَلْنَا عَـٰلِيَهَا سَافِلَهَا } أي عالي قرى قوم لوط سافلها ، والمعنى أنه قلبها على هذه الهيئة ، وهي كون عاليها صار سافلها ، وسافلها صار عاليها ، وذلك لأن جبريل أدخل جناحه تحتها فرفعها من تخوم الأرض حتى أدناها من السماء ثم قلبها عليهم { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مّن سِجّيلٍ } قيل إنه يقال أمطرنا في العذاب ومطرنا في الرحمة . وقيل هما لغتان ، يقال مطرت السماء وأمطرت حكى ذلك الهروي . والسجيل الطين المتحجر بطبخ أو غيره . وقيل هو الشديد الصلب من الحجارة . وقيل السجيل الكثير . وقيل إن السجيل لفظة غير عربية ، أصله سج وجيل ، وهما بالفارسية حجر وطين عرّبتهما العرب فجعلتهما اسماً واحداً . وقيل هو من لغة العرب . وذكر الهروي أن السجيل اسم لسماء الدنيا . قال ابن عطية وهذا ضعيف يردّه وصفه بمنضود . وقيل هو بحر معلق في الهواء بين السماء والأرض . وقيل هي جبال في السماء . وقال الزجاج هو من التسجيل لهم ، أي ما كتب لهم من العذاب فهو في معنى سجين ، ومنه قوله تعالى { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجّينٌ * كِتَـٰبٌ مَّرْقُومٌ } المطففين 8 ، 9 وقيل هو من أسجلته إذا أعطيته ، فكأنه عذاب أعطوه ، ومنه قول الشاعر @ من يساجلني يساجل ماجدا يملأ الدلو إلى عقد الكرب @@ ومعنى { مَّنْضُودٍ } أنه نضد بعضه فوق بعض . وقيل بعضه في أثر بعض ، يقال نضدت المتاع إذا جعلت بعضه على بعض ، فهو منضود ونضيد ، والمسوّمة المعلمة ، أي التي لها علامة قيل كان عليها أمثال الخواتيم . وقيل مكتوب على كل حجر اسم من رمى به . وقال الفراء زعموا أنها كانت مخططة بحمرة وسواد في بياض . فذلك تسويمها ، ومعنى { عِندَ رَبّكَ } في خزائنه { وَمَا هِى مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِبَعِيدٍ } أي وما هذه الحجارة الموصوفة من الظالمين وهم قوم لوط ببعيد ، أو ما هي من كل ظالم من الظلمة ومنهم كفار قريش ومن عاضدهم على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ببعيد ، فهم لظلمهم مستحقون لها . وقيل { وَمَا هِىَ } أي قرى { مِنَ ٱلْظَّـٰلِمِينَ } من كفر بالنبيّ صلى الله عليه وسلم { بِبَعِيدٍ } فإنها بين الشام والمدينة . وفي إمطار الحجارة قولان أحدهما أنها أمطرت على المدن حين رفعها جبريل . والثاني أنها أمطرت على من لم يكن في المدن من أهلها ، وكان خارجاً عنها . وتذكير البعيد على تأويل الحجارة بالحجر ، أو إجراء له على موصوف مذكر أي شيء بعيد ، أو مكان بعيد ، أو لكونه مصدراً كالزفير والصهيل ، والمصادر يستوي في الوصف بها المذكر والمؤنث . وقد أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ، في قوله { وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِىء بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا } قال ساء ظناً بقومه ، وضاق ذرعاً بأضيافه { وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ } يقول شديد . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عنه ، في قوله { يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ } قال يسرعون { وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيّئَاتِ } قال يأتون الرجال . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عنه ، أيضاً قال { يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ } يستمعون إليه . وأخرج أبو الشيخ ، عنه ، أيضاً في قوله { هَـٰؤُلآء بَنَاتِى } قال ما عرض لوط بناته على قومه لا سفاحاً ولا نكاحاً ، إنما قال هؤلاء نساؤكم ، لأن النبيّ إذا كان بين ظهراني قوم فهو أبوهم ، قال الله تعالى في القرآن " وأزواجه أمهاتهم وهو أبوهم " في قراءة أبيّ . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد ، قال لم تكن بناته ولكن كنّ من أمته ، وكل نبيّ أبو أمته . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير نحوه . وأخرج ابن أبي الدنيا ، وابن عساكر ، عن السديّ نحوه . قال وفي قراءة عبد الله " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم " . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن حذيفة بن اليمان ، قال عرض عليهم بناته تزويجاً ، وأراد أن يقي أضيافه بتزويج بناته . وأخرج أبو الشيخ ، عن السديّ ، في قوله { وَلاَ تُخْزُونِ فِى ضَيْفِى } قال لا تفضحوني . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي مالك { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ } قال رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . وأخرج أبو الشيخ ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ } قال واحد يقول لا إلٰه إلا الله . وأخرج أبو الشيخ ، عن عكرمة مثله . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن السديّ { وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } قال إنما نريد الرجال { قَالَ } لوط { لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِى إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } يقول إلى جند شديد لمقاتلتكم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، { أو آوى إلى ركن شديد } قال عشيرة . وقد ثبت في البخاري وغيره من حديث أبي هريرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال " يغفر الله للوط إن كان يأوي إلى ركن شديد " وهو مرويّ في غير الصحيح من طريق غيره من الصحابة . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس { بِقِطْعٍ مّنَ ٱلَّيْلِ } قال جوف الليل . وأخرجا عنه قال بسواد الليل . وأخرج عبد الرزاق ، عن قتادة ، قال بطائفة من الليل . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، في قوله { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } قال لا يتخلف . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد ، في قوله { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } قال لا ينظر وراءه أحد { إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ } . وأخرج أبو عبيد ، وابن جرير ، عن هارون قال في حرف ابن مسعود « فأسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك » . وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد ، في قوله { فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَـٰلِيَهَا سَافِلَهَا } قال لما أصبحوا عدا جبريل على قريتهم ، فقلعها من أركانها ، ثم أدخل جناحه ثم حملها على خوافي جناحه بما فيها ، ثم صعد بها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم ، ثم قلبها ، فكان أوّل ما سقط منها سرادقها ، فلم يصب قوماً ما أصابهم ، ثم إن الله طمس على أعينهم ، ثم قلبت قريتهم ، وأمطر عليهم حجارة من سجيل . وقد ذكر المفسرون روايات وقصصاً في كيفية هلاك قوم لوط طويلة متخالفة ، وليس في ذكرها فائدة لا سيما وبين من قال بشيء من ذلك ، وبين هلاك قوم لوط دهر طويل لا يتيسر له في مثله إسناد صحيح ، وغالب ذلك مأخوذ عن أهل الكتاب ، وحالهم في الرواية معروف . وقد أمرنا بأنا لا نصدّقهم ولا نكذبهم ، فاعرف هذا ، فهو الوجه في حذفنا لكثير من هذه الروايات الكائنة في قصص الأنبياء وقومهم . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد ، في قوله { وَمَا هِى مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِبَعِيدٍ } قال يرهب بها قريش أن يصيبهم ما أصاب القوم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السديّ ، في الآية قال من ظلمة العرب إن لم يؤمنوا فيعذبوا بها . وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة قال من ظالمي هذه الأمة .