Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 23-29)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المراودة الإرادة والطلب برفق ولين وقيل هي مأخوذة من الرود أي الرفق والتأني ، يقال أرودني أمهلني . وقيل المراودة مأخوذة من راد يرود إذا جاء وذهب . كأن المعنى أنها فعلت في مراودتها له فعل المخادع ، ومنه الرائد لمن يطلب الماء والكلأ ، وقد يخص بمحاولة الوقاع فيقال راود فلان جاريته عن نفسها ، وراودته هي عن نفسه إذا حاول كل واحد منهما الوطء والجماع ، وهي مفاعلة ، وأصلها أن تكون من الجانبين ، فجعل السبب هنا في أحد الجانبين قائماً مقام المسبب ، فكأن يوسف عليه السلام لما كان ما أعطيه من كمال الخلق والزيادة في الحسن سبباً لمراودة امرأة العزيز له مراود . وإنما قال { ٱلَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا } ولم يقل امرأة العزيز ، وزليخا قصداً إلى زيادة التقرير مع استهجان التصريح باسم المرأة والمحافظة على الستر عليها { وَغَلَّقَتِ ٱلأَبْوَابَ } قيل في هذه الصيغة ما يدلّ على التكثير ، فيقال غلق الأبواب ، ولا يقال غلق الباب ، بل يقال أغلق الباب ، وقد يقال أغلق الأبواب ، ومنه قول الفرزدق في أبي عمرو بن العلاء @ ما زلت أغلق أبواباً وأفتحها حتى أتيت أبا عمرو بن عمار @@ قيل وكانت الأبواب سبعة . قوله { هَيْتَ لَكَ } . قرأ أبو عمرو ، وعاصم ، والكسائي ، وحمزة ، والأعمش بفتح الهاء وسكون الياء وفتح التاء ، وبها قرأ ابن مسعود ، وابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، ومجاهد ، وعكرمة . قال ابن مسعود لا تنطعوا في القراءة ، فإنما هو مثل قول أحدكم هلمّ وتعال ، وقرأ ابن أبي إسحاق النحوي بفتح الهاء وكسر التاء . وقرأ عبد الرحمٰن السلمي وابن كثير " هيت " بفتح الهاء وضم التاء ، ومنه قول طرفة @ كيْسَ قومي بالأبعدين إذا ما قال داع من العشيرة هَيتُ @@ وقرأ أبو جعفر ونافع بكسر الهاء وسكون الياء وفتح التاء . وقرأ عليّ وابن عباس في رواية عنه وهشام بكسر الهاء وبعدها همزة ساكنة وضم التاء . وقرأ ابن عامر وأهل الشام بكسر الهاء وبالهمزة وفتح التاء . ومعنى « هيت » على جميع القراءات معنى هلمّ وتعال لأنها من أسماء الأفعال إلاّ في قراءة من قرأ بكسر الهاء بعدها همزة وتاء مضمومة . فإنها بمعنى تهيأت لك . وأنكر أبو عمرو هذه القراءة . وقال أبو عبيدة سئل أبو عمرو عن قراءة من قرأ بكسر الهاء والهمزة وضم التاء فقال باطل جعلها بمعنى تهيأت ، اذهب فاستعرض العرب حتى تنتهي إلى اليمن ، هل تعرف أحداً يقول هكذا ؟ وأنكرها أيضاً الكسائي . وقال النحاس هي جيدة عند البصريين لأنه يقال هاء الرجل يهاء ويهيء هيئة ، ورجح الزجاج القراءة الأولى ، وأنشد بيت طرفة المذكور هيتا بالفتح ، ومنه قول الشاعر في عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه @ أبلغ أمير المؤمنين أخا العراق إذا أتيتا أن العراق وأهله سلم إليك فهيت هيتا @@ وتكون اللام في { لَكَ } على القراءات الأولى التي هي فيها بمعنى اسم الفعل للبيان ، أي لك . أقول هذا كما في هلمّ لك . قال النحويون هيت جاء بالحركات الثلاث فالفتح للخفة ، والكسر لالتقاء الساكنين ، والضم تشبيهاً بحيث ، وإذا بين باللام نحو { هيت لك } فهو صوت قائم مقام المصدر كأف له ، أي لك أقول هذا ، وإن لم يبين باللام فهو صوت قائم مقام مصدر الفعل فيكون اسم فعل ، إما خبر أي تهيأت ، وإما أمر أي أقبل . وقال في الصحاح يقال هوّت به وهيت به إذا صاح به ودعاه ، ومنه قول الشاعر @ يحدو بها كل فتى هيات @@ وقد روي عن ابن عباس والحسن أنها كلمة سريانية معناها أنها تدعوه إلى نفسها . قال أبو عبيدة كان الكسائي يقول هي لغة لأهل حوران وقعت إلى أهل الحجاز معناها تعال . قال أبو عبيدة فسألت شيخاً عالماً من حوران فذكر أنها لغتهم . { قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ } أي أعوذ بالله معاذاً مما دعوتني إليه ، فهو مصدر منتصب بفعل محذوف مضاف إلى اسم الله سبحانه ، وجملة { إِنَّهُ رَبّى أَحْسَنَ مَثْوَاىَّ } تعليل للامتناع الكائن منه ببعض الأسباب التي هي أقرب إلى فهم امرأة العزيز ، والضمير للشأن أي إن الشأن ربي ، يعني العزيز أي سيدي الذي رباني وأحسن مثواي حيث أمرك بقوله { أَكْرِمِى مَثْوَاهُ } ، فكيف أخونه في أهله وأجيبك إلى ما تريدين من ذلك ؟ وقال الزجاج إن الضمير لله سبحانه أي إن الله ربي تولاني بلطفه فلا أركب ما حرّمه ، وجملة { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ } تعليل آخر للامتناع منه عن إجابتها ، والفلاح الظفر . والمعنى أنه لا يظفر الظالمون بمطالبهم ، ومن جملة الظالمين الواقعون في مثل هذه المعصية التي تطلبها امرأة العزيز من يوسف . قوله { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا } يقال همّ بالأمر إذا قصده وعزم عليه . والمعنى أنه همّ بمخالطتها كما همت بمخالطته ومال كل واحد منهما إلى الآخر بمقتضى الطبيعة البشرية والجبلة الخلقية ، ولم يكن من يوسف عليه السلام القصد إلى ذلك اختياراً كما يفيده ما تقدّم من استعاذته بالله ، وإن ذلك نوع من الظلم . ولما كان الأنبياء معصومين عن الهمّ بالمعصية والقصد إليها شطح أهل العلم في تفسير هذه الآية بما فيه نوع تكلف ، فمن ذلك ما قاله أبو حاتم قال كنت أقرأ على أبي عبيدة غريب القرآن ، فلما أتيت على { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا } قال هذا على التقديم والتأخير كأنه قال ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها . وقال أحمد بن يحيـى ثعلب أي همت زليخا بالمعصية وكانت مصرّة ، وهمّ يوسف ولم يوقع ما همّ به ، فبين الهمين فرق ، ومن هذا قول الشاعر @ هممت بهم من ثنية لؤلؤ شفيت غليلات الهوى من فؤاديا @@ فهذا إنما هو حديث نفس من غير عزم ، وقيل همّ بها بمعنى تمنى أن يتزوّجها . وقد ذهب جمهور المفسرين من السلف والخلف إلى ما قدّمنا من حمل اللفظ على معناه اللغوي ، ويدل على هذا ما سيأتي من قوله { ذٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنّى لَمْ أَخُنْهُ بِٱلْغَيْبِ } يوسف 52 ، وقوله { وَمَا أُبَرّىء نَفْسِى إِنَّ ٱلنَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِٱلسُّوء } يوسف 53 ومجرد الهمّ لا ينافي العصمة ، فإنها قد وقعت العصمة عن الوقوع في المعصية ، وذلك المطلوب ، وجواب " لو " في { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ } محذوف أي لولا أن رأى برهان ربه لفعل ما همّ به . واختلف في هذا البرهان الذي رآه ما هو ؟ فقيل إن زليخا قامت عند أن همت به وهمّ بها إلى صنم لها في زاوية البيت فسترته بثوب فقال ما تصنعين ؟ قالت أستحي من إلهي هذا أن يراني على هذه الصورة ، فقال يوسف أنا أولى أن أستحي من الله تعالى . وقيل إنه رأى في سقف البيت مكتوباً { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً } الإسراء 32 . وقيل رأى كفاً مكتوباً عليها { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَـٰفِظِينَ } الانفطار 10 وقيل إن البرهان هو تذكره عهد الله وميثاقه وما أخذه على عباده . وقيل نودي يا يوسف أنت مكتوب في الأنبياء وتعمل عمل السفهاء ؟ وقيل رأى صورة يعقوب على الجدار عاضاً على أنملته يتوعده ، وقيل غير ذلك مما يطول ذكره . والحاصل أنه رأى شيئاً حال بينه وبين ما همّ به . قوله { كَذٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوء وَٱلْفَحْشَاء } الكاف نعت مصدر محذوف ، والإشارة بذلك إلى الإراءة المدلول عليها بقوله { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ } أو إلى التثبيت المفهوم من ذلك أي مثل تلك الإراءة أريناه ، أو مثل ذلك التثبيت ثبتناه . { لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوء } أي كل ما يسوؤه ، والفحشاء كل أمر مفرط القبح . وقيل السوء الخيانة للعزيز في أهله ، والفحشاء الزنا وقيل السوء الشهوة ، والفحشاء المباشرة وقيل السوء الثناء القبيح . والأولى الحمل على العموم فيدخل فيه ما يدل عليه السياق دخولاً أولياً ، وجملة { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُخْلَصِينَ } تعليل لما قبله . قرأ ابن عامر ، وابن كثير ، وأبو عمرو " المخلصين " بكسر اللام ، وقرأ الآخرون بفتحها . والمعنى على القراءة الأولى أن يوسف عليه السلام كان ممن أخلص طاعته لله ، وعلى الثانية أنه كان ممن استخلصه الله للرسالة ، وقد كان عليه السلام مخلصاً مستخلصاً . { وَٱسُتَبَقَا ٱلْبَابَ } أي تسابقا إليه ، فحذف حرف الجرّ وأوصل الفعل بالمفعول ، أو ضمن الفعل معنى فعل آخر يتعدّى بنفسه كابتدرا الباب ، وهذا الكلام متصل بقوله { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ } وما بينهما اعتراض . ووجه تسابقهما أن يوسف يريد الفرار والخروج من الباب ، وامرأة العزيز تريد أن تسبقه إليه لتمنعه ، ووحد الباب هنا وجمعه فيما تقدّم ، لأن تسابقهما كان إلى الباب الذي يخلص منه إلى خارج الدار { وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ } أي جذبت قميصه من ورائه فانشق إلى أسفله ، والقدّ القطع ، وأكثر ما يستعمل فيما كان طولاً ، والقط بالطاء يستعمل فيما كان عرضاً ، وقع منها ذلك عند أن فرّ يوسف لما رأى برهان ربه ، فأرادت أن تمنعه من الخروج بجذبها لقميصه { وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَىٰ ٱلْبَابِ } أي وجدا العزيز هنالك ، وعني بالسيد الزوج لأن القبط يسمون الزوج سيداً ، وإنما لم يقل سيدهما ، لأن ملكه ليوسف لم يكن صحيحاً فلم يكن سيداً له . وجملة { قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءا } مستأنفة جواب سؤال مقدّر كأنه قيل فما كان منهما عند أن ألفيا سيدها لدى الباب ، و " ما " استفهامية ، والمراد بالسوء هنا الزنا . قالت هذه المقالة طلباً منها للحيلة وللستر على نفسها ، فنسبت ما كان منها إلى يوسف أيّ جزاء يستحقه من فعل مثل هذا ، ثم أجابت عن استفهامها بقولها { إِلا أَن يُسْجَنَ } أي ما جزاؤه إلاّ أن يسجن ، ويحتمل أن تكون " ما " نافية أي ليس جزاؤه إلا السجن أو العذاب الأليم . قيل والعذاب الأليم هو الضرب بالسياط ، والظاهر أنه ما يصدق عليه العذاب الأليم من ضرب أو غيره ، وفي الإبهام للعذاب زيادة تهويل . وجملة { قَالَ هِىَ رَاوَدَتْنِى عَن نَّفْسِى } مستأنفة كالجملة الأولى . وقد تقدّم بيان معنى المراودة أي هي التي طلبت مني ذلك ولم أرد بها سوءاً { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّنْ أَهْلِهَا } أي من قرابتها ، وسمي الحكم بينهما شهادة لما يحتاج فيه من التثبت والتأمل ، قيل لما التبس الأمر على العزيز احتاج إلى حاكم يحكم بينهما ليتبين له الصادق من الكاذب . قيل كان ابن عمّ لها واقفاً مع العزيز في الباب . وقيل ابن خال لها . وقيل إنه طفل في المهد تكلم . قال السهيلي وهو الصحيح للحديث الوارد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر من تكلم في المهد ، وذكر من جملتهم شاهد يوسف . وقيل إنه رجل حكيم كان العزيز يستشيره في أموره ، وكان من قرابة المرأة { إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ } أي فقال الشاهد هذه المقالة مستدلاً على بيان صدق الصادق منهما ، وكذب الكاذب ، بأن قميص يوسف إن كان مقطوعاً من قبل أي من جهة القبل { فَصَدَقَتْ } أي فقد صدقت بأنه أراد بها سوءاً { وَهُوَ مِنَ الكَـٰذِبِينَ } في قوله إنها راودته عن نفسه . وقرأ يحيـى بن يعمر وابن أبي إسحاق " من قبل " بضم اللام ، وكذا قرأ " من دبر " قال الزجاج جعلاهما غايتين كقبل وبعد كأنه قيل من قبله ومن دبره ، فلما حذف المضاف إليه وهو مراد صار المضاف غاية بعد أن كان المضاف إليه هو الغاية . { وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ } أي من ورائه { فَكَذَّبْتَ } في دعواها عليه { وَهُوَ مِن الصَّـٰدِقِينَ } في دعواه عليها ، ولا يخفى أن هاتين الجملتين الشرطيتين لا تلازم بين مقدّميهما وتالييهما ، لا عقلاً ولا عادة ، وليس ها هنا إلاّ مجرد أمارة غير مطردة ، إذ من الجائز أن تجذبه إليها وهو مقبل عليها فينقدّ القميص من دبر ، وأن تجذبه وهو مدبر عنها فينقدّ القميص من قبل . { فَلَماَّ رَأَى } أي العزيز { قَمِيصِهِ } أي قميص يوسف { قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ } أي هذا الأمر الذي وقع فيه الاختلاف بينكما ، أو أن قولك { مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءا } { مِن كَيْدِكُنَّ } أي من جنس كيدكنّ يا معشر النساء { إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } والكيد المكر والحيلة . ثم خاطب العزيز يوسف عليه السلام بقوله { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا } أي عن هذا الأمر الذي جرى واكتمه ولا تتحدّث به ، ثم أقبل عليها بالخطاب فقال { وَٱسْتَغْفِرِى لِذَنبِكِ } الذي وقع منك { إِنَّكَ كُنتَ } بسبب ذلك { مِنَ ٱلْخَـٰطِئِينَ } أي من جنسهم ، والجملة تعليل لما قبلها من الأمر بالاستغفار ولم يقل من الخاطئات تغليباً للمذكر على المؤنث كما في قوله { وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَـٰنِتِينَ } التحريم 12 ومعنى { من الخاطئين } من المتعمدين ، يقال خطىء إذا أذنب متعمداً ، وقيل إن القائل ليوسف ولامرأة العزيز بهذه المقالة هو الشاهد الذي حكم بينهما . وقد أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { وَرَاوَدَتْهُ ٱلَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ } قال هي امرأة العزيز . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال راودته حين بلغ مبلغ الرجال . وأخرج أبو عبيد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله { هَيْتَ لَكَ } قال هلمّ لك تدعوه إلى نفسها . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه قال هلم لك بالقبطية ، وأخرج ابن جرير عن الحسن قال هي كلمة بالسريانية أي عليك . وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال معناها تعال . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد إنها لغة عربية تدعوه بها إلى نفسها . وأخرج أبو عبيد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قرأ هئت لك مكسورة الهاء مضمومة التاء مهموزة ، قال تهيأت لك . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { إِنَّهُ رَبّى } قال سيدي ، قال يعني زوج المرأة . وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه عن ابن عباس قال لما همت به تزينت ثم استلقت على فراشها ، { وهمّ بها } جلس بين رجليها يحلّ ثيابه ، فنودي من السماء يا ابن يعقوب لا تكن كطائر نتف ريشه ، فبقي لا ريش له ، فلم يتعظ على النداء شيئاً حتى رأى برهان ربه جبريل في صورة يعقوب ، عاضاً على أصبعه ، ففزع فخرجت شهوته من أنامله ، فوثب إلى الباب فوجده مغلقاً ، فرفع يوسف رجله فضرب بها الباب الأدنى فانفرج له ، واتبعته فأدركته ، فوضعت يديها في قميصه فشقته حتى بلغت عضلة ساقه ، فألفيا سيدها لدى الباب . وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عليّ بن أبي طالب في قوله { هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا } قال طمعت فيه وطمع فيها ، وكان فيه من الطمع أن همّ بحل التكة ، فقامت إلى صنم لها مكلل بالدرّ والياقوت في ناحية البيت ، فسترته بثوب أبيض بينها وبينه ، فقال أيّ شيء تصنعين ؟ فقالت أستحي من إلهي أن يراني على هذه السوءة ، فقال يوسف تستحين من صنم لا يأكل ولا يشرب ، ولا أستحي أنا من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسبت ؟ ثم قال لا تناليها مني أبداً ، وهو البرهان الذي رأى . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ } قال مثل له يعقوب ، فضرب بيده في صدره فخرجت شهوته من أنامله . وقد أطال المفسرون في تعيين البرهان الذي رآه ، واختلفت أقوالهم في ذلك اختلافاً كثيراً . وأخرج ابن جرير عن زيد بن ثابت قال السيد الزوج ، يعني في قوله { وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَىٰ ٱلْبَابِ } . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن مجاهد نحوه . وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { إِلا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } قال القيد . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّنْ أَهْلِهَا } قال صبي أنطقه الله كان في الدار . وأخرج أحمد ، وابن جرير ، والبيهقي ، في الدلائل عن ابن عباس ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال " تكلم أربعة وهم صغار ابن ماشطة بنت فرعون ، وشاهد يوسف ، وصاحب جريج ، وعيسى ابن مريم " وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّنْ أَهْلِهَا } قال كان رجلاً ذا لحية . وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وأبو الشيخ عنه قال كان من خاصة الملك . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن الحسن قال هو رجل له فهم وعلم . وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال ابن عمّ لها كان حكيماً . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن مجاهد قال إنه ليس بإنسيّ ولا جنيّ هو خلق من خلق الله . قلت ولعله لم يستحضر قوله تعالى { مّنْ أَهْلِهَا } .