Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 67-76)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما تجهز أولاد يعقوب للمسير إلى مصر خاف عليهم أبوهم أن تصيبهم العين لكونهم كانوا ذوي جمال ظاهر ، وثياب حسنة مع كونهم أولاد رجل واحد ، فنهاهم أن يدخلوا مجتمعين من باب واحد ، لأن في ذلك مظنة لإصابة الأعين لهم ، وأمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة ، ولم يكتف بقوله { لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ } عن قوله { وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرّقَةٍ } لأنهم لو دخلوا من بابين مثلاً كانوا قد امتثلوا النهي عن الدخول من باب واحد ، ولكنه لما كان في الدخول من بابين مثلاً نوع اجتماع يخشى معه أن تصيبهم العين ، أمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرّقة ، قيل وكانت أبواب مصر أربعة . وقد أنكر بعض المعتزلة كأبي هاشم ، والبلخي ، أن للعين تأثيراً ، وقالا لا يمتنع أن صاحب العين إذا شاهد الشيء وأعجب به كانت المصلحة له في تكليفه أن يغير الله ذلك الشيء حتى لا يبقى قلب ذلك المكلف معلقاً به . وليس هذا بمستنكر من هذين وأتباعهما ، فقد صار دفع أدلة الكتاب والسنّة بمجرد الاستبعادات العقلية دأبهم وديدنهم ، وأيّ مانع من إصابة العين بتقدير الله سبحانه لذلك ؟ وقد وردت الأحاديث الصحيحة بأن العين حقّ ، وأصيب بها جماعة في عصر النبوّة ، ومنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأعجب من إنكار هؤلاء لما وردت به نصوص هذه الشريعة ما يقع من بعضهم من الإزراء على من يعمل بالدليل المخالف لمجرد الاستبعاد العقلي والتنطع في العبارات كالزمخشري في تفسيره ، فإنه في كثير من المواطن لا يقف على دفع دليل الشرع بالاستبعاد الذي يدّعيه على العقل حتى يضمّ إلى ذلك الوقاحة في العبارة على وجه يوقع المقصرين في الأقوال الباطلة ، والمذاهب الزائفة ، وبالجملة فقول هؤلاء مدفوع بالأدلة المتكاثرة وإجماع من يعتدّ به من هذه الأمة سلفاً وخلفاً ، وبما هو مشاهد في الوجود ، فكم من شخص من هذا النوع الإنساني وغيره من أنواع الحيوان هلك بهذا السبب . وقد اختلف العلماء فيمن عرف بالإصابة بالعين ، فقال قوم يمنع من الاتصال بالناس دفعاً لضرره بحبس أو غيره من لزوم بيته . وقيل ينفي ، وأبعد من قال إنه يقتل ، إلاّ إذا كان يتعمد ذلك ، وتتوقف إصابته على اختياره وقصده ولم ينزجر عن ذلك ، فإنه إذا قتل كان له حكم القاتل . ثم قال يعقوب لأولاده { وَمَا أُغْنِى عَنكُمْ مّنَ ٱللَّهِ مِن شَىْء } أي لا أدفع عنكم ضرراً ولا أجلب إليكم نفعاً بتدبيري هذا ، بل ما قضاه الله عليكم فهو واقع لا محالة . قال الزجاج وابن الأنباري لو سبق في علم الله أن العين تهلكهم مع الاجتماع لكان تفرّقهم كاجتماعهم . وقال آخرون ما كان يغني عنهم يعقوب شيئاً قط ، حيث أصابهم ما أصابهم مع تفرقهم من إضافة السرقة إليهم ، ثم صرح يعقوب بأنه لا حكم إلا لله سبحانه فقال { إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ لله } لا لغيره ولا يشاركه فيه مشارك في ذلك { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } في كل إيراد وإصدار لا على غيره أي اعتمدت ووثقت { وَعَلَيْهِ } لا على غيره { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكّلُونَ } على العموم ، ويدخل فيه أولاده دخولاً أوّلياً . { وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم } أي من الأبواب المتفرقة ولم يجتمعوا داخلين من باب واحد . وجواب لما { مَّا كَانَ يُغْنِى عَنْهُمْ } ذلك الدخول { مِنَ ٱللَّهِ } أي من جهته { مِن شَىْء } من الأشياء مما قدّره الله عليهم لأن الحذر لا يدفع القدر ، والاستثناء بقوله { إِلاَّ حَاجَةً فِى نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا } منقطع ، والمعنى ولكن حاجة كانت في نفس يعقوب ، وهي شفقته عليهم ، ومحبته لسلامتهم ، قضاها يعقوب ، أي أظهرها لهم ، ووصاهم بها غير معتقد أن للتدبير الذي دبره لهم تأثيراً في دفع ما قضاه الله عليهم . وقيل إنه خطر ببال يعقوب أن الملك إذا رآهم مجتمعين مع ما يظهر فيهم من كمال الخلقة ، وسيما الشجاعة أوقع بهم حسداً وحقداً أو خوفاً منهم ، فأمرهم بالتفرّق لهذه العلة . وقد اختار هذا النحاس وقال لا معنى للعين ها هنا . وفيه أن هذا لو كان هو السبب لأمرهم بالتفرّق ، ولم يخصّ النهي عن ذلك بالاجتماع عند الدخول من باب واحد لأن هذا الحسد أو الخوف يحصل باجتماعهم داخل المدينة ، كما يحصل باجتماعهم عند الدخول من باب واحد . وقيل إن الفاعل في { قضاها } ضمير يعود إلى الدخول لا إلى يعقوب . والمعنى ما كان الدخول يغني عنهم من جهة الله شيئاً ، ولكنه قضى ذلك الدخول حاجة في نفس يعقوب لوقوعه حسب إرادته { وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لّمَا عَلَّمْنَاهُ } أي وإن يعقوب لصاحب علم لأجل تعليم الله إياه بما أوحاه الله من أن الحذر لا يدفع القدر ، وأن ما قضاه الله سبحانه فهو كائن لا محالة . { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } بذلك كما ينبغي . وقيل لا يعلمون أن الحذر مندوب إليه ، وإن كان لا يغني من القدر شيئاً ، والسياق يدفعه . وقيل المراد بأكثر الناس المشركون . { وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ أوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ } أي ضمّ إليه أخاه بنيامين ، قيل إنه أمر بإنزال كل اثنين في منزل فبقي أخوه منفرداً فضمه إليه و { قَالَ إِنّى أَنَاْ أَخُوكَ } يوسف ، قال له ذلك سرّاً ، من دون أن يطلع عليه إخوته { فَلاَ تَبْتَئِسْ } أي فلا تحزن { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي إخوتك من الأعمال الماضية التي عملوها وقيل إنه لم يخبره بأنه يوسف ، بل قال له إني أخوك مكان أخيك يوسف فلا تحزن بما كنت تلقاه منهم من الجفاء حسداً وبغياً . وقيل إنه أخبره بما سيدبره معهم من جعل السقاية في رحله . فقال لا أبالي ، وقيل إنه لما أخبر يوسف أخاه بنيامين بأنه أخوه قال لا تردّني إليهم ، فقال قد علمت اغتمام أبينا يعقوب ، فإذا حبستك عندي ازداد غمه ، فأتى بنيامين فقال له يوسف لا يمكن حبسك عندي إلاّ بأن أنسبك إلى ما لا يجمل بك ، فقال لا أبالي ، فدس الصاع في رحله ، وهو المراد بالسقاية وأصلها المشربة التي يشرب بها جعلت صاعاً يكال به . وقيل كان تسقى بها الدوابّ ويكال بها الحبّ ، وقيل كانت من فضة . وقيل كانت من ذهب ، وقيل غير ذلك . وقد تقدم تفسير الجهاز والرحل ، والمعنى أنه جعل السقاية التي هو الصواع في رحل أخيه الذي هو الوعاء الذي يجعل فيه ما يشتريه من الطعام من مصر { ثُمَّ } بعد ذلك { أَذَّنَ مُؤَذّنٌ } أي نادى منادٍ قائلاً { أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ } قال الزجاج معناه يا أصحاب العير ، وكل ما امتير عليه من الإبل والحمير والبغال فهو عير . وقيل هي قافلة الحمير . وقال أبو عبيدة العير الإبل المرحولة المركوبة { إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } نسبة السرق إليهم على حقيقتها لأن المنادي غير عالم بما دبره يوسف . وقيل إن المعنى إن حالكم حال السارقين كون الصواع صار لديكم من غير رضا من الملك . { قَالُواْ } أي إخوة يوسف { وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ } أي حال كونهم مقبلين على من نادى منهم المنادي من أصحاب الملك { مَّاذَا تَفْقِدُونَ } أي ما الذي فقدتموه ؟ يقال فقدت الشيء إذا عدمته بضياع أونحوه ، فكأنهم قالوا ماذا ضاع عليكم ؟ وصيغة المستقبل لاستحضار الصورة { قَالُواْ } في جوابهم { نَفْقِدُ صُوَاعَ ٱلْمَلِكِ } . قرأ يحيـى بن يعمر " صواغ " بالغين المعجمة ، وقرأ أبو رجاء " صُوع " بضم الصاد المهملة وسكون الواو بعدها عين مهملة . وقرأ أبيّ " صياع " . وقرأ أبو جعفر " صاع " ، وبها قرأ أبو هريرة ، وقرأ الجمهور { صواع } بالصاد والعين المهملتين ، قال الزجاج الصواع هو الصاع بعينه ، وهو يذكر ويؤنث ، وهو السقاية ، ومنه قول الشاعر @ نشرب الخمر بالصواع جهارا @@ { وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ } أي قالوا ولمن جاء بالصواع من جهة نفسه حمل بعير . والبعير الجمل ، وفي لغة بعض العرب أنه الحمار ، والمراد بالحمل ها هنا ما يحمله البعير من الطعام ، ثم قال المنادي { وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ } أي بحمل البعير الذي جعل لمن جاء بالصواع قبل التفتيش للأوعية ، والزعيم هو الكفيل ، ولعل القائل { نفقد صواع الملك } هو المنادي ، وإنما نسب القول إلى الجماعة لكونه واحداً منهم ، ثم رجع الكلام إلى نسبة القول إلى المنادي وحده ، لأنه القائل بالحقيقة . { قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِى ٱلأَرْضِ } التاء بدل من واو القسم عند الجمهور . وقيل من الباء ، وقيل أصل بنفسها ، ولا تدخل إلاّ على هذا الاسم الشريف دون سائر أسمائه سبحانه ، وقد دخلت نادراً على الرب ، وعلى الرحمٰن ، والكلام على هذا مستوفي في علم الإعراب ، وجعلوا المقسم عليه هو علم يوسف وأصحابه بنزاهة جانبهم ، وطهارة ذيلهم ، عن التلوّث بقذر الفساد في الأرض ، الذي من أعظم أنواعه السرقة . لأنهم قد شاهدوا منهم في قدومهم عليه المرّة الأولى ، وهذه المرّة من التعفف والزهد عما هو دون السرقة ، بمراحل ما يستفاد منه العلم الجازم بأنهم ليسوا بمن يتجارأ على هذا النوع العظيم من أنواع الفساد ، ولو لم يكن من ذلك إلاّ ردّهم لبضاعتهم التي وجدوها في رحالهم ، والمراد بالأرض هنا أرض مصر . ثم أكدوا هذه الجملة التي أقسموا بالله عليها بقولهم { وَمَا كُنَّا سَـٰرِقِينَ } لزيادة التبرّي مما قذفوهم به والتنزه عن هذه النقيصة الخسيسة والرذيلة الشنعاء . { قَالُواْ فَمَا جَزَاؤُهُ إِن كُنتُمْ كَـٰذِبِينَ } هذه الجملة مستأنفة كما تقدّم غير مرّة في نظائرها . والقائلون هم أصحاب يوسف ، أو المنادي منهم وحده كما مرّ ، والضمير في { جزاؤه } للصواع على حذف مضاف أي فما جزاء سرقة الصواع عندكم ، أو الضمير للسارق ، أي فما جزاء سارق الصواع عندكم { إِن كُنتُمْ كَـٰذِبِينَ } فيما تدّعونه لأنفسكم من البراءة عن السرقة ، وذلك بأن يوجد الصواع معكم ، فأجاب أخوة يوسف وقالوا { جَزاؤُهُ مَن وُجِدَ فِى رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ } أي جزاء سرقة الصواع ، أو جزاء سارق الصواع . وجزاؤه مبتدأ ، والجملة الشرطية وهي { من وجد في رحله فهو جزاؤه } خبر المبتدأ ، على إقامة الظاهر مقام المضمر فيها ، والأصل جزاؤه من وجد في رحله فهو ، فيكون الضمير الثاني عائداً إلى المبتدأ ، والأوّل إلى " من " ، ويجوز أن يكون خبر المبتدأ و { من وجد في رحله } والتقدير جزاء السرقة للصواع أخذ من وجد في رحله ، وتكون جملة { فهو جزاؤه } لتأكيد الجملة الأولى ، وتقريرها . قال الزجاج وقوله { فَهُوَ جَزَاؤُهُ } زيادة في البيان أي جزاؤه أخذ السارق فهو جزاؤه لا غير . قال المفسرون وكان حكم السارق في آل يعقوب أن يسترقّ سنة ، فلذلك استفتوهم في جزائه { كَذٰلِكَ نَجْزِى ٱلظَّـٰلِمِينَ } أي مثل ذلك الجزاء الكامل نجزي الظالمين لغيرهم من الناس بسرقة أمتعتهم ، وهذه الجملة مؤكدة لما قبلها إذا كانت من كلام إخوة يوسف ، ويجوز أن تكون من كلام أصحاب يوسف ، أي كذلك نحن نجزي الظالمين بالرق . ثم لما ذكروا جزاء السارق أرادوا أن يفتشوا أمتعتهم حتى يتبين الأمر ، فأقبل يوسف على ذلك ، فبدأ بتفتيش { أوعيتهم } أي أوعية الإخوة العشرة { قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ } أي قبل تفتيشه لوعاء أخيه بنيامين دفعاً للتهمة ورفعاً لما دبره من الحيلة { ثُمَّ ٱسْتَخْرَجَهَا } أي السقاية أو الصواع لأنه يذكر ويؤنث { كَذٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ } أي مثل ذلك الكيد العجيب كدنا ليوسف يعني علمناه إياه أوحيناه إليه ، والكيد مبدؤه السعي في الحيلة والخديعة ، ونهايته إلقاء المخدوع من حيث لا يشعر في أمر مكروه لا سبيل إلى دفعه ، وهو محمول في حق الله سبحانه على النهاية لا على البداية ، قال القتيبي معنى { كدنا } دبرنا ، وقال ابن الأنباري أردنا . وفي الآية دليل على جواز التوصل إلى الأغراض الصحيحة بما صورته صورة الحيلة والمكيدة إذا لم يخالف ذلك شرعاً ثابتاً . { مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِى دِينِ ٱلْمَلِكِ } أي ما كان يوسف ليأخذ أخاه بنيامين في دين الملك ، أي ملك مصر ، وفي شريعته التي كان عليها ، بل كان دينه وقضاؤه أن يضرب السارق ويغرم ضعف ما سرقه دون الاستعباد سنة ، كما هو دين يعقوب وشريعته ، وحاصله أن يوسف ما كان يتمكن من إجراء حكم يعقوب على أخيه مع كونه مخالفاً لدين الملك وشريعته لولا ما كاد الله له ودبره وأراده حتى وجد السبيل إليه ، وهو ما أجراه على ألسن إخوته من قولهم إن جزاء السارق الاسترقاق ، فكان قولهم هذا هو بمشيئة الله وتدبيره ، وهو معنى قوله { إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ } أي إلا حال مشيئته وإذنه بذلك وإرادته له ، وهذه الجملة أعني { ما كان ليأخذ أخاه } إلخ ، تعليل لما صنعه الله من الكيد ليوسف ، أو تفسير له { نَرْفَعُ دَرَجَـٰتٍ مَّن نَّشَاء } بضروب العلوم والمعارف والعطايا والكرامات كما رفعنا درجة يوسف بذلك { وَفَوْقَ كُلّ ذِى عِلْمٍ } ممن رفعه الله بالعلم { عَلِيمٌ } أرفع رتبة منهم وأعلى درجة لا يبلغون مداه ، ولا يرتقون شأوه . وقيل معنى ذلك أن فوق كل أهل العلم عليم وهو الله سبحانه . وقد أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وَقَالَ يا بَنِى لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ } قال رهب يعقوب عليهم العين . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر عن محمد بن كعب قال خشي عليهم العين . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ عن النخعي في قوله { وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرّقَةٍ } قال أحب يعقوب أن يلقى يوسف أخاه في خلوة . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { إِلاَّ حَاجَةً فِى نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا } قال خيفة العين على بنيه . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لّمَا عَلَّمْنَاهُ } قال إنه لعامل بما علم ، ومن لا يعمل لا يكون عالماً . وأخرج هؤلاء عنه في قوله { آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ } قال ضمه إليه ، وفي قوله { فَلاَ تَبْتَئِسْ } قال لا تحزن ولا تيأس ، وفي قوله { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ } قال قضى حاجتهم ، وكال لهم طعامهم ، وفي قوله { جَعَلَ ٱلسّقَايَةَ } قال هو إناء الملك الذي يشرب منه { فِى رَحْلِ أَخِيهِ } قال في متاع أخيه . وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس في قوله { جَعَلَ ٱلسّقَايَةَ } قال هو الصواع ، وكل شيء يشرب منه فهو صواع . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد نحوه . وأخرج ابن جرير ، ابن أبي حاتم عن ابن زيد نحوه أيضاً . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ } قال كانت العير حميراً . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه في قوله { وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ } قال حمل حمار طعام ، وهي لغة . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله { وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ } يقول كفيل . وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك مثله . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله { مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِى ٱلاْرْضِ } يقول ما جئنا لنعصي في الأرض . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { فَمَا جَزَاؤُهُ } قال عرفوا الحكم في حكمهم فقالوا من وجد في رحله فهو جزاؤه . وكان الحكم عند الأنبياء يعقوب وبنيه أن يؤخذ السارق بسرقته عبداً يسترقّ . وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ } قال ذكر لنا أنه كان كلما فتح متاع رجل استغفر تأثماً مما صنع حتى بقي متاع الغلام قال ما أظن أن هذا أخذ شيئاً . قالوا بلى فاستبره . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله { كَذٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ } قال كذلك صنعنا ليوسف { مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِى دِينِ ٱلْمَلِكِ } يقول في سلطان الملك . قال كان في دين ملكهم أنه من سرق أخذت منه السرقة ومثلها معها من ماله فيعطيه المسروق . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِى دِينِ ٱلْمَلِكِ } يقول في سلطان الملك . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ } قال إلا بعلة كادها الله ليوسف فاعتلّ بها . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عنه في قوله { نَرْفَعُ دَرَجَـٰتٍ مَّن نَّشَاء } قال يوسف وإخوته أوتوا علماً فرفعنا يوسف في العلم فوقهم درجة . وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال كنا عند ابن عباس فحدث بحديث ، فقال رجل عنده { وَفَوْقَ كُلّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ } فقال ابن عباس بئس ما قلت . الله العليم الخبير ، وهو فوق كل عالم . وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب قال سأل رجل علياً عن مسألة ، فقال فيها ، فقال الرجل ليس هكذا ولكن كذا وكذا ، قال عليّ أصبت وأخطأت { وَفَوْقَ كُلّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ } . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصفات عن عكرمة في قوله { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } قال علم الله فوق كل عالم .